أدب
إلى العام القادم
سعيد الزبيدي | شاعر وأكاديمي عراقي
وداعًا أيُّها العامُ الثقيلُ
ونأملُ أَنْ سيفرحُنا البديلُ
ونعلمُ أننا في الكونِ ضيفٌ
يُحتَّمُ بعدَ فسحتهِ الرحيلُ
ولكنْ نوسعُ الأيَّامَ ذمَّا
ويُغرينا بها (قالٌ) و(قِيلُ)
ولولا أنصفتنا ما شكونا
ولا عِبْنا بها حالًا تحولُ
لعلّي أَحمَدُ الخطواتِ فيها
وفيها قد زها أملٌ جميلُ
نعمنا جانبًا برغيدِ عيشٍ
وحالفَنا بهِ حظٌّ أصيلُ
وأحببْنا بهِ وصْلًا لإلفٍ
ولاقى ههنا الخلَّ الخليلُ
وكان بهِ من الساعاتِ صفوٌ
وأسعفَنا إلى الحُسنى مقولُ
فعذرًا إن بدأتُ لهُ بوصفٍ
(ثقيلٍ) كنتُ من بَرَمٍ أقولُ
فما زالتْ لديَّ بهِ أمانٍ
مُؤجَّلةً لها شوطٌ طويلُ
وهلْ أبقتْ ليَ السبعون منه
غدًا حتى تواليها الفصولُ
فعذرًا إنْ أتى عامٌ جديدٌ
فيغمرُنا بهِ سعدٌ خضيلُ
أراني أسبقُ الأيامَ خطوًا
فلم يتبقَّ لي إلا القليلُ
وذا بيدِ الذي خلقَ البرايا
يقصِّرُ ما يريدُ وقد يطيلُ