بقلم: مها دعاس | سورية – ألمانيا
ليست حربا بالنسبة لي هذه الحياة .لكنني أخسر كل يوم ،
لا لكي أخسر ،
بل لأن الربح مستحيل ثامن لم يذكر في قائمة المستحيلات
ولأنني في كل خسارة أفوز بي
وأشهد بقلبي .
بيأس أقول للطرقات الغريبة ربما لتتعاطف معي أو ربما لأخفف من وحشة غربتها :
ما كان لنخلة تالة وعلى عنادها وصبرها أن تسند طولها
في وجه الأعاصير
وبالرغم من إيمان شجيرة الزيتون بالسرمدية تهزمها السيول الجارفة وتحولها بمكرها لشمعة تجادل الريح
عندما يهزم الصمت المدن النائمة فوق جماجم أبنائها رغم جدارتها باليقظة
يمضي المنفي نحو منفاه ويغرق فيه
ويضيع
تنكرنا البلاد
وتنكرنا المنافي أيضا
نبدو وكأننا نتحول إلى أطياف بشرية غريبة أينما حلت
غير مرغوبة ولا تنتمي لمكان
على الأقل أدركنا أن الوطن أن لا نختبر كل هذا الأسى
هذا النكران
وكل هذاالجحود
أي وطن يحجب الخبز عن أولاده ويتركهم للبرد أو يرسلهم هدية للبحار
هكذا نضيع كل يوم
لا نحن هنا
ولا نحن هناك
لا نريد أن نبقى ولا نريد أن نعود
هكذا ننسجم مع ضياعنا
ونتمادى
الخريف لا يعبأ بظل الأشجار يتساقط أمام عينيه
في موسم اصفراره
هل يعلم الخريف أن كل ورقة صفراء هي ذاكرة ربيع أخضر
ونبوءة حتمية لربيع قادم
في روحي نافذة وحيدة مفتوحة على وردة السكر التي تسكن عند أعلى قمة للمسافات جوار عشبة الحياة
يا وردة السكر !
ياصوتي البعيد !
يا أنا !
من إشراقتك أستعير كلماتي وأغرف من حلاوتك لأنعتق من وعورة طريق يهلل للأشواك كفضيلة ..