أدب

القِسْطاسُ والفُسْطَاط ُوالقَسْطَلُ

د. محمود رمضان

أين القسطاس يا عمر
منذ انصفت الطير
فزرعت قمة الجبل!
أين فُسطاطك يا عمرو
بل أين التلال والرُّكم؟!
لم تكن المنازل من الطين
إنما التاريخ
حين انصهرت فيه الملل !

لم يعد فُسطاطك يا بن العاص
يجمعنا
لولا الأذان لفقدنا النقش والجمل
اهتز عمود الخيمة يا بو عبدالله
أصابها الزهايمر الحضاري والهِرَم
صار العماد بلا اتجاه يعرفه
كلما وقف ما انفك يرتعش
يبكي والسيل يحرق الوجنات
كبكاء طفل يضم أمه دونما أمل
يحبو والأوتاد أوتارها خرقة تهترىء
لا خيول تدق سنابكها
ذهبت..
ذهبت مع الزمن
وفي الظهيرة الرمضاء
غابت عن فُسطاطك الظلل
أين الإمارة
ودار العدل على الأرض؟
كُنتَ تفرشها
والنور ما بين الروض يضىء لمن به خلل
جارت عليك الأيام يا عمرو
فلم نعد نعرف
أين أنت ولا في أي أرض حطت بك الرحل
جاورت النيل والليل والتراتيل والنحل
فلم يتجاوز شبل من فُسطاطك يوماً
ولا ارتفع لك في الباطل علم ولا عمل
أورثت السماحة والتاريخ في الورى
اليوم ذكراك شامخة وفُسطاطك همل
إرجع إليّ
إرجع إليّ
عُد حتى في الأحلام ضيفاً ولو على عجل
لن تجد دارك
ولا داري
ولا القَسْطَل
ولا ادري ما العمل
لا يعقل..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى