رسالة إلى صديق

موزة المعمرية | عُمان

أشتاقكَ في كوب الشاي الممزوج بطعمِ الحليب,

أشتاقكَ في كُتلةِ هدوئكَ الغامض المُجيب,

أشتاقك في ضحكتكَ الهادئةِ, وحديثكَ اللطيف,

أشتاقك في روحكَ, أنفاسكَ, كلَّ شبرٍ فيك,

سأظل أشتاقك حتى يذبل العمر, ويشيخ الجسد, وتهوى الروح من عليائها لسحق القبور,

سأظل أشتاقك وأنا روحٌ أحلِّق في السماوات العالية,

أبحث عنك هناك بين كل تلك الأرواح العالية,

وأجدك بينها تنتظرني هناك بروحٍ سامية,

هل يا تُرى ستعرفني حينها روحك الغالية؟

أم ستدرك روح غيري ممن فضلاها بدنيا فانية؟!

اعذرني ولكني كُنتُ عمياء بصيرة ثانية,

ولم أُدرك حقيقة قراراتك إلاَّ متأخرة,

اعذرني واعذر حماقات فكري التي سقطت في وَهْدَتِ بغيك يا غدي,

ها أنا الآن أقف شامخة الفكر, والروح, والقلب الأبي ثانية,

لأقول لكَ عذرا سيدي الطويل الظلِّ,

أنا لا يُجبرني رجل على أن أنحني,

أنا كالقيامة في داخلك تسعر قبل أن تكون بداخلي,

أنا كالشمس تُعميك ولا تنعمي,

 

أنا الطوفان الهادر يُغرقكَ, يُطميكَ ولا أنطمي,

أنا الغد, واليوم, ومستقبلك المُشرقي,

أعلم بأني سأبقى بداخلك أُزهر كل ثانيةٍ, كل ساعةٍ, كل يومٍ بغدي,

ستتذكرني في كل شيءٍ فيك, وتتنهدني كتنين النار الذي تُحرقة نار الجوف الحارقة,

ستذكرني حتى تلفظني مع روحك في تلك الليلة التي ستتمنى فيها فقط… لو كنتُ هناك نائمة بجوار أنفاسك الهاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى