أدب

أَيقظوا أَهل المدِينَه

الذئاب قادمون

شعر: محمد القاضي

 
الذئابُ قادمونَ
خلف أحقادٍ دفينه

الذئابُ آمنونَ
نام حراسُ المدينه

في جدار الوعي راحوا
باحتيالٍ ينخرونه

واستطاعوا بعد كيدٍ
وادعاءاتِ المرونه

أن يمروا في سلامٍ
نحو ساحاتِ المدينه

حيثُ يَطوِي الناسَ نومٌ
مُطلِقاً فيهم سُكونَه

فاستباحوا كلَّ شيءٍ
مُغمِضٍ عنهم عيونَه

غيرَ راعٍ أرَّقتْهُ
هذه الفوضى اللعينه

راعَهُ شرٌّ تمادَى
دك مُختالا حصونَه

واعيا أو دون وعيٍ
سلَّمَ الراعي عرينَه

قال هل تبغون لحما
هذه ضأني سمينه

راح يعطيهم خرافا
خانعاتٍ مستكينه

راح يهديهم ضِعافا
خائفاتٍ تَرْتَجِينَه

والذئابُ ازددن جوعا
وافتراسا للرهينه

ظن أنَّ الذئبَ يمضي
بعدما يُرضِي جنونَه

غيرَ أنَّ الذئبَ يَبقَى
طارحا ظهرا ظنونَه

قال ما قد عاد شيءٌ
في المراعي تشتهونه

كشَّروا نابا وقالوا
نشتهي في الحقلِ طينَه

ما عساه الذئبُ يخشى
مَن سيقوى أنْ يدينَه

والفتى المسكينُ يَبكي
مزَّقوا في الليلِ دينَه

ظل يرميهم بطَرفٍ
وافتراسٌ حامَ دونَه

صاح عَلَّ الصوتَ يسري
يُوقِظُ المُرْخِي جفونَه

كيف أنَّ الصوتَ يَسرِي
في ذئابٍ يَرقبونَه

دار ثم انهار أرضا
كاتما قهرا أنينَه

لم يعد في الأرضِ شبرٌ
يَرتجِي فيه السكينَه

يائسا من نُصحِ قومٍ
جُلُّهُم لا يَسمعونه

فَرَّ مضطرا لأرضٍ
لم تلوثها العُفونَه

شَاهقا ما قد تبقى
مِن وصاياهُ الحزينَه

قال والأنفاسُ تُطوَى
خلف دمعاتٍ سجينَه

قبلما تطغى ذئابٌ
أَيقِظُوا أهلَ المدينَه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى