أدب

ماذا قالوا عن ديوان: دوبامين لأحمد الشيخ

عالم الثقافة | خاص

   بداية تقول الناقدة د. أسمهان حطاب العبادي من بغداد: يصوغ لنا الشاعر المصري أحمد الشيخ في ديوانه الثاني دوبامين ، نثرات شعرية، يصف لنا بها الطبيعة بكل مافيها، مغموسة برفيقها الانسان بكل الامه واحلامه وتطلعاته، واوجاعه، يفصح عنها ومايدور بالأفق مبتدأ باهداء رمزي يستوعب الانسان برمته، اي انسان واينما كان،حين تقرأها تشم اجواء مصر حيث العصافير وزقزقتها وهي تحاكي النخل وتراقص الريح والبساتين، يحوك لنا بخيوط قلمه، غربة الانسان في وطنه بين احبته، حين لايجد من يبوح بوجودهم بمكنوناته،وخوفه وقلقه،وعن غنى من يكون له اثنان ويغنيان عن بلد بأكمله. للبحر نصيب في ازقة وتفرعات اشعاره وتموجه واضطرابه، الاحاسيس المتضاربة الحبيسة في ركن منزوي عن العالم لاتجد لها مخرجا من جوفه،فتمرض القلب وتكرمشه كقطعة قماش، جراء اختيار طريق اوسبيل غير سالك وامين،يطوف بنا الشاعر بأزمان مختلفة حيث ادم وتساؤلاته عن لعنات الارض والسماء،ثم يوسف واخوته الى عصا موسى وصبر ايوب ويعقوب واهتدائهم الى بوصلة النور وصولا الى الحسين عليه السلام.

    اما العنوان (دوبامين) فقد استعان به لانه الهرمون والايعاز العصبي الذي يصدر من الدماغ ويكون مسؤولا عن الحركة والمشاعر والسعادة، والذي نعززه بالغذاء والنوم والموسيقى والتأمل. فاستخدمه الشاعر عنوانا رمزيا لكل مايعزز ويسعد الانسان ويعدل مزاجه.اللغة التي استخدمها الكاتب هي كما ذكرت اللغة العامية السلسة،فيها نبضات الحزن والمرارة المرافقة للبشر والطبيعة منذ الازل،وتناقضات الحياة من فرح وحزن وغضب،وانتظار وغربة وقلق،ن ظرة للماضي والزمن السحيق زمن الانبياء ،مفردات مسترسلة وواضحة يضع بينها خيوط من الغزل بمحبوبته وخلخالها.. متأثرا باجواء بلده.

      ثم تقول الشاعرة أليسار عمران _ سوريا : بدايةً من العنوان [دوبامين] ،يبتدىء الشاعر أحمد الشّيخ فاتحة كتابه ليهمس لنا ..اغرقوا في أنهار السعادة جدولاً، جدولاً. تيمموا بقطراتها منتشين، ولا تبخلو أن توشوشو الحقول العطشى بأسرار الجمال، وحمّلوا النّسائم العذبة أ،ريج عطر الكلمات

     في قصيدة التجربة [نورك في روحك مهما يعيبوك]بلاغة التعبير الراقي ،إن أجمل الشعر أصدقه وليس أكذبه كما يشيعُ البعض ،لقد صور فروع النخل، بموسيقا تمخر عباب السّماء وتلامس خدود الشمس ليخبرنا أنّ أحلامه بالخير والجمال، تحتاج ألف فضاء من الأخيلة، قد يضيق عليها هذا الكوكب الصغير بقصيدة [سولميت]، الراقصة حدّ الثمالة، يقسّم العشق على مقامات النهاوند ويفتحُ ذراعيه للحبّ، في ألحان الطيور العاشقة أرتالاً متآلفة، اثنين، اثنين على شطّ الجمال ويعذر سقوط آدم نحو الأعلى [الأرض] حيث العلوية التي غرست حواء حلماً يسبّح له في ملكوت الجمال عن قصيدة[ قال القها]: يتحدث عن قدسية علاقة الصداقة بين اثنين ،يعبُر على نمير المعنى، ليزيّن حرير الحكمة ويلونها بالصدق ،والترف الباذح المعنى مرة أخرى(باتنين سند بيكونوا أبرك من بلد)..يبحر في قصيدة زينب، كإبحار الزّبد، في محيطات الجمال، متأثراً بجمال البطلة زينب [بطلة أحد الروايات]، ويغرق في تفاصيلها ،يتأثر الطفل بحلمٍ هرولَ خلفه، كعدّاء الطائرة الورقية، وينقشُ سحر الجمال ،ويفيضُ،ليقرّ بداخله لحنُ الطفل الجميل ويخبرنا… نعم وجدتها ،أخيراً علي أن أغرق، علي أن أقتلَ لأحيا بها وأطوفُ على أمواجها ،معلنا انتصاري بأكبر هزائمي أخيراً.. في قصيدة مخيمات الصدر يقول :أولاد الحلال هم قشّة النجاة.. ديوانٌ باذخٌ ،بقصائدٌ تتراقصُ عشقا، تعبرُ الحواجز بين السلم والحرب،بين الوهم والواقع، بين مواعيد ميقات الفصول. وتتدرجُ على مساحاتِ الجمال وكأنه يرسمُ لوحة العمر بريشة قلبه، ويوزع ألوانها ،بحكمة العارف ونكهةِ الوجود،يسحبنا خلفَ سفن الخيال، كشراعاتٍ ذهبية ويخترعُ لنا أبجديةً عريقةً بكوكبٍ من الجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى