الفكر الحر والأخلاق الباقية
عبدالله زيادة أبو خالد
في لحظة من الوقت.. تدرك أن الزمن كان أصغر من أن تصحو على صوت المنبه.. أو تجهد نفسك في النظر للساعة.. ستدرك أنك كنت ذلك الزمن.. الأيام ترمم جسدك الذي يتسع لملايين البشر في قطعة تساوي قبضة اليد .. السنوات شقاؤك المتواصل في المحاولة للبحث عن الأفضل..بينما الثواني تلك اللحظات التي عشتها بصدق ونقاء في جلسة ما مع نفسك أو ربما مع رفاق أقرب إليك منها ..ليس من السهل أن تحاور نفسك بعد سنوات طويلة وتخبرها بأن الماضي كان كأي مهاجر أضاع أمتعته في بحر الظلمات ..ربما فقد عزيزاً فأصبح كأنه يرى الحياة من إيفل الشاهق كم هي صغيرة في الأسفل .. لم تكن المشكلة في الذكريات .. بل في بعض الأحيان كانت فيمن ملكوا الذاكرة. تلك المطرقة التي تجبرنا على تجاوز الثواني من أجل العيش في مقابر الكواليس.. نعم بعد كل هذا الزمن.. الذي اختزل الشجاعة في الأسد والوفاء في الكلب وكأنه لم يترك للبشر ذوي العقول سوى الغدر والكراهية في طباعهم مع كل أسف..لا فالإنسان العاقل هو الذي يحمل كل جسده في عقله وليس العكس.. فالوعي أهم من تلك العشوائية التي تجاهد في وأد كافة الخصال الإيجابية مقابل هفوة أو خطأ ما هكذا تبدو المرآة المهشمة على جدار متصدع ليدرك الناظر إليها أنه متعدد الأوجه!.. الإنسان موقف ولكن من الحكمة أن تكون فارسا تقود أفكارك وتعارك الثانويات والتفاصيل المملة..أن تكون أنت. فما أعظمها من نعمة ..أن تعمل كخلية النحل وأنت تنتج شيئا ً أجمل مذاقا ً من إنتاجها .. إنه الفكر الحر والأخلاق الباقية.