عتاب المنابِر
شعر: علي الخفاجي | العراق
مِنَصَّاتُ القوافيَّ قد رأتني
بَعيدًا عن مُشَاركةِ المنابرْ
***
جَليسٌ بينَ أوراقِ القوافي
و مَشغولٌ أفتشُ في الدَفاتِرْ
***
رأت عَيني تُـتَابِع في الخَفايا
وَما كـَتَبَ الخَضَارِمُ و الشَّواعِرْ
***
فَحيـَّتني بقافيةٍ و قَالت
عَلامَ الشعرُ مُبتعدٌ و حَائِرْ
***
تُرى كانَ التَفَكُرُ في قَصيدٍ
أمِ الأدهى . فأعرِفُكَ المُغَامِرْ
***
لماذا البعدُ عَـنَّا لَسْتُ أدري
أمِنكَ البعدُ أم مِـنَّا مُبادِرْ
***
فَقلتُ مُرَحِّـبًا أهلًا و سَهلًا
وَ مَرحى بالشَواخِصِ للمَشَاعِرْ
***
لَقد شَغِلَت لُبابي بَعضُ كُتبٍ
رواياتٌ و أشعَارٌ . لِغَـابِرْ
***
فآكُـلَ رِزقَ مائِدَةٍ تُغَذِّي
بَنَاتِ العَقلِ من شَتَّى النَوادِرْ
***
و خيرُ البعدِ لو كانَ التِحاقًا
بهِ فِكرُ التَأمُّـلِ في البَصَائِرْ
***
و ما فينا فراغٌ من ثِمارٍ
و لكِـنَّا ثِقالٌ بالنَـظَائِرْ
***
فَقالت يا صَديقي قد أجادوا
أسَاتيذٌ و قد بُحَّت حَنَاجِرْ
***
لَقد صَدَحت حَناجرُ من رَاقاني
و راحَ الشعرُ يَسمو بالضَمائرِْ
***
فَبَعضٌ مَن تَلا كانوا فُحولًا
و مـُعظَمهمْ فلا يَرقى لِشاعرْ
***
و قد بَحَرَت بَوَاخِرَهُمْ بَعيدًا
لماذا الرصفُ يا خَيرَ البَواخِرْ
***
فَقُلتُ إذا تَقَدَّمَهُمْ فُحولٌ
هَنيئًا في قَصائدِ من يُذاكِرْ
***
و ما أَضْطَرُّ إفصَاحًا بِشِعرٍ
كـَثيرُ الشِعرِ لا يَعني بِفَاخِرْ
***
و إن طافوا جَميعًا في بُحورٍ
عَمَدنا عَصفهُمْ في بَحرِ وَافِـرْ
***
و إن كانوا الثعالبَ في قصيدٍ
فَلا تَشْبيهَ إنْ زَأرَت كـَواسِرْ
***
و ما دخلُ الكـَواسِرِ بالبقايا
إذا جَاؤوا حَرِياً أن تُغَادِرْ