أدب

أفراس الحنين

فايز حميدي شاعر مغترب

هُناكَ في البعيدِ البعيد
عند حافةِ الشَّفق الدَّامي
يقحلُ القلبُ وتعربدُ الأحزانُ
وأرحلُ إليكِ
كرَجل مهجور لا يَنتظرُ أحد
محاوراً صَمتي
يُسائلني قَلبي
شاكياً جُرحي
والليلَ يُغسلهُ المطرُ
في شارعٍ يَمتدُ خلفَ أفراسِ الحَنين
أنا الأسيرُ كطائرٍ سَجين
وأعانقُ عينين يُضيء فيهما
زهرُ اليَاسمين
وأحضنُ فيهما حلمٌ
لمدينةٍ وحيدةُ الكفِّ ، دافئةُ الحُضن
لها قلب بحارٍ
وجبينٌ مُخضبٌ بالغارِ
لها روحُ المجدلية كصفصافةٍ وارفةٍ
كعصفورةٍ بيضاءَ تغسلُ جناحيها
في غديرِ ماء
على سَهل جَبينها سرُّ الحياة ولغز المماتِ
جذورها مُوغلةٌ في خريرِ مياهِ التاريخِ
تَمضي في صِراعها مع الباغي
في زمنِ الحُلم المَقتول
والمَساءات المهيضة
وانكسارات الصَّباح
وَتقتفي خُطى العَاشقين
إن غَابوا وإن حَضروا
ومن في ظِلها استترَ
وحيدةٌ في ليلِها المَحزون
في لُجةٍ من الدُجى
مقرحةُ الهُدْبِ
تلوكُ القيدَ في قبضةِ الإعصارِ
لا شيءَ في السَّبيل سوف يُصمتُ الهِتاف
لا وطنٌ هُنا ، ولا وطنٌ هُناك
لا أهلٌ ولا دار

يا كعبة الأوطانِ
أنتِ الجَرْس والصّدى والحُجْرُ والرُّكن
متى نٌطلق جنونَ العقلِ مُسلحاً بالفكرة ؟!
متى يُشرقُ فَجركَ أيُّها الأملُ ويبتسمُ الصَباح؟؟

( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى