شعر: علي الخفاجي | العراق
مـُدِّي يَديكِ الى من تَاهَ . دُلِّيهِ
إلَّا يَكونَ بَعيدًا عَن مَراميهِ
///
مـُدِّي يَديكِ يَظُنُّ الطِفلُ قد بَلغَ ال
عـَمرَ الرَّشيدَ إذا ما ضَلَّ حَاديهِ
///
مـُدِّي يَديكِ .خذي كـَفّـَيهِ مُرجِعَةً
إيَّـاهُ . في و طَنٍ مَاخابَ حَاميهِ
///
أمَّـاهُ ضُمِّي عِيالَ الشرقِ من عَربٍ
ما زَالَ إثرُ حَليبِ الأمسِ بَاقيهِ
///
يابنتَ جَعفَرَ إن العـُربَ ما عَرفوا
إلَّاكِ مَدرسةً فَوقَ التَشابيهِ
///
إلَّاكِ عَاصِمَةَ الدنيا و سَاعَتها
والوقتُ رَهنُ حِراكٍ مِنكِ دَاعيهِ
///
ماضَاعَ مَاءُ جَبينِ المرءِ في طَلبٍ
إلَّا حَفِظتِ لوجهٍ عَـزَّ طَاريهِ
///
ما زارَ من أحدٍ بَغدادَ يَقصدها
إلَّا و قد وَجَـدَ الدنيا تُرى فيهِ
///
يا أمَّةً جَمَعَت شَرقًا بِمُعجَمِهِمْ
و حَاضرًا لِتُراثٍ كُـنتِ مَاضِيهِ
///
أنتِ العصاةُ إذا ما أدرِكوا . فَلَقَت
بالمستحيلِ فجَاجًا في مَجَاريهِ
///
أنت المياهُ وزادٌ لو سَرى سَغَبٌ
كُنتِ الرغيفَ لجوعٍ لاعَ شَاكيهِ
///
أنتِ الغذاءُ لثغرِ العقلِ لو نعقت
للجهلِ صَيحتهُ من ذا يُرَاميهِ
///
قرأتُ ذِكرَ عَنودٍ فانبرى قَمرٌ
فحالَ ليلي ضٍياءً في مَعَاليهِ
///
و هَبَّ عِطرُ نَسيمٍ من جلالِ عـُلًا
فيهِ البَساطةُ مَرموقٌ تَسَاميهِ
///
أمسَكتُ سَاعَتَها جِلدَ اللجَامِ كَإنْ
أرنو الجَوَادَ شُموخًا في عَواليهِ
///
وَ طفتُ في عَبقِ التأريخِ مُنفَرِدًا
بَينَ التُراثِ و فيضٍ من مَعَانيهِ
///
و حالَ بيني و بينِ الطوفِ مَكتبةٌ
كأنَّ غَيبًا أرى ما كُـنتُ تَاليهِ
///
وَرحتُ بينَ زقاقِ الغَيبِ مُندَهِشًا
تَرينَ طِفلًا يَرى شَيبًا يُلاقيهِ
///
امَّـاهُ إني أرى نَفسي وَ ما بَلَغَت
بالعـُمرِ طِفلاً بذي عَينيكِ آتيـهِ
///
و رغمَ شَيبِ فُروقِ الرأسِ مُعتذرًا
خوفَ العـُقوقِ بغيرِ القصدِ نَاسيهِ