مقال

رؤى عبد الرزاق وأغاني الأرض والحنين والتسلق إلى الأعماق

محمد قدو الأفندي | أنقرة

أيقونتان مرتبطتان ارتباطا حميميا مع بعضهما البعض تعبران عن شعور إنساني مكنون بالمحبة والشوق وينثران كلمات تعبر عن مشاعر أصيلة..بهذه الروحية والمضمون نشرت الأستاذة رؤى عبدالرزاق الأفندي باكورة إنتاجها الأدبي في مجموعتها الوجدانية الشعرية بعنوان (أتسلق إلى أعماقي) وهي مجموعة من أكثر من أربعين خاطرة وقصيدة نثرية ، وبالتاكيد فأن عنوان مجموعتها تمثل جوهر كتاباتها التي تتغنى بالأرض وتشير الى ارتباط جوهري بكل ما للأرض من ماضي وما على ظهر أرضها ووطنها وقصبتها من بساتين وأشجارها وحدائقها وناسها المارين في هذه الديار والتاركين بصمة وأثر في ربوعها.

تكاد تكون بساتين التين والرمان في تلعفر الملهم الأول والاقوى لكل الشعراء والادباء والفنانين لأنها لم تكن مجرد بساتين وأنما هي واحدة من أثار تلعفر الباقية والحية ، فمنذ مئات السنين وهذه البساتين امانة في اعناق الأهالي تسلم يدا بيد من الاباء الى الأبناء ككنز أقسموا الحفاظ عليه امد الدهر .

وهنا تصر الكاتبة نيابة عن أبناء مدينتها في الحفاظ على هذا الموروث والكنز الدائم لهذه المدينة فتنشد : 

كيف للارض ان تذبل

وكيف لكل شي ان يرحل بلمح البصر

هنا كروح دفعتني لأجد روحي 

وابصر بأمل غد اجمل .

لم تكن الكاتبة رؤى خريجة كلية تعنى بقسم الادب واللغة ، فأختصاصها بعيد جدا عن الشعر والادب العربي ولم تكن تقيم في مدينة تتكلم اللغة العربية ففي مدينتها الكل تتكلم باللهجة التركمانية وهذه اللهجة جزء من اللغة التركية ، ولكن كنوز ودرر وصدفات اللغة العربية التي زرعت وتأصلت في خاطرها أثمرت فيها هذا العطاء الوجداني وفيض الخواطر وعشق الشعر والادب .

فهنا تعبر بصدق عن مايجول في وجدانها وخاطرها من نفائس بحر الكلمات العربية الخالدة فتقول :

أغمض عيني وأرى

هطول الكلمات يبلل قلبي 

تارة مثل البرق

يهزمني ويرعبني

وتارة يعم الهدوء بداخلي .

من خلال ماتعلقت بنفائس اللغة وبقدر تعلقها بجمال كلمات اللغة العربية ومفرداتها التي تعبر بكل سلاسة وأتقان للمشاعر الإنسانية ، نوعت الكاتبة من قراءاتها الوجدانية وتتلمذت كداعية لأبناء جيلها في نسيان أمر توارثه الأجيال لايعتمد الجهد والعمل كأساس لأستقرار ونجاح الانسان 

حيث تعتبر أن الإصرار على العمل وألاصرار على كل أشكال النتاجات الإنسانية العملية هو مكمن حركة الحياة التي لابد من تجربتها وهو الطريق الوحيد للمجتمع الذي يريد المسير قدما دون تلكأ .

كفاك انتزاعا

لاوراق الورد ومتسائلا

امحظوظ ام لا؟

كفاك متابعة

باحثا عن اليقين 

في قلبك وعقلك 

اترك أوراق الورد 

وشأنها

ولاتغرق بلوعة الدموع

كأغنية حزينة .

وما يجب قوله في النهاية فأن في  كل خواطرها الشعرية ونثرها الفني في مجموعتها تشعر أرتباطها الوثيق بالأرض والأكثر من ذلك أنك تشعر أن الأرض مسكونة في كل كتاباتها ، كما أن سيل الحنين العارم في كتاباتها يمر من قلمها مغطية أرضها وأرض الإباء والاجداد . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى