سمير حماد
هل نسمي مثقفاً ذاك الذي لا يميّز بين حمرة الورد وحمرة الدم ؟ هل نسمي مثقفا ذاك الذي يقبل الحياد امام الخير والشر , أو امام التفكير والتكفير , أو العلمانية والأصولية؟ ام هل نسمي مثقفاً , من يقبل بموقف يساوي بين بوش وغيفارا، أو بين نيرودا وبينوشت , أو بين فرانكو ولوركا؟ هذا ما لا يقبله عقل ولا ضمير …
ألا تنتفي صفة الثقافة عن المثقف الذي ينصر الارهاب او التخلّف والتكفير , أو الدول الداعمة لهم , مهما كانت الاسباب الدافعة لذلك ؟ هل تليق بمثقف كهذا الا تسمية الجاهل ؟
إن مثقفين من هذا القبيل هم أناس اشقياء, أو فتوات شوارع , لم تصنع منهم السياسة او الاحزاب التي ينتمون اليها إلا جيشاً من المنافقين والوشاة, وكلمة مثقف التي تطلق عليهم أو على زعمائهم الحزبيين , لا يصنع حاملها إلا ما يطلق عليه أدب المزابل.
وإن ادّعى بعض المتثاقفين المنافقين من هؤلاء , أن ظاهرة العنف والفساد والاستبداد , ظاهرة متفشية في أغلب المجتمعات كالسرطانات, وليست خاصة ببلادنا , نقول له : لكن انتشار هذه الظاهرة لا تمنع المثقفين من البحث عن الأسباب والحلول لمواجهة المشكلة . ونشر الوعي والادراك والمعرفة الناقدة , وعدم الاكتفاء بجلد الذات والمجتمع , والتاريخ أيضا
المجتمع لم يصنع المثقفين المنافقين والجهلة السياسيين والحزبيين..بل هم من صنعوا أنفسهم , وصنعوا الكوارث الاجتماعية والسياسية والحياتية المدمّرة.
