الملحمة
علي الخفاجي | العراق
يا شعلةً تهدي إلى أنوارهم.
و قصيدةٌ للهِ في أقدارهم .
هاقد أخذت مشارقاً و مغارباً.
ودنوت من كرسيهِ بجوارهم .
يا قلب ياسينٍ و َعبرةَ حيدرٍ
يا ضلع فاطمة الكسير بدارهم.
هاقد ُسقيتَ كواثرٌ من رحبةٍ
جادت بهِ كفُ العلا بسِقائهم.
فروَيتَ أكباداً تفرى لحمها.
من كوثرٍ ُيسقى إلى أكبادهم.
فنُذرتَ ذبحاً في سبيلِ غرامهِ
حتى يراك مخضّباً بطعانهم.
حتى يرى فيض الدماءِ بجبهةٍ
ُختمت بثغرِ العبقري ختامهم
عجباً لهذا الرأس يتلو بمصحفٍ
أم مصحف يتلو برأسِ عمادهم
يا هل ترى من ذا علا فوق القنا
ذا رأس موسى أم مسيح بساحهم
أم كعبة مرفوعة فوق القنا
أم بيت قدس الله في كنعانهم
هذا أبن بيت الأكرمين معالياً
و شهيد رب الخلق بين سنانهم
هذا أبن بيتِ المصطفى والمرتضى
هذا التقي الأزهري منارهم
هذا فقارُ اللهِ يدفع روحهُ
لولا دماهُ مستقام لوائهم
إن كان دين المصطفى لم يستقم
إلا بضرب السيف في أسيافهم
فخذي نجيعي وارتوي من منحري
و توضأي ليقامَ عهدُ صلاحهم
فتوضأت أسيافهم من مخضبٍ
صلّت على جسد الأمام حدادهم
دارت تطوف ببكةٍ في قرعها
صوتٌ ينادي الله في أحقادهم
قدمتَ أبناءً وأخواناً ِفدا
و نذرت نفساً للعلا لفدائهم
وبقى الهدير ُمجدداً في نبرةٍ
هل من نصيرٍ دافعاً لشرارهم
قد بان قصدكَ تابعٌ لمحمدٍ
لا َيتبعُ الطلقاءُ في أهوائهم
ودعوتهم بلسانكَ العربي أن
لو ينسبوك ألستُ إِبنُ سوادهم
لكن فقد ُطبعت على أوقارهم
جهل الجهالةِ في فساد لبابهم
فنهضت فعلاً لا ُتقادُ لمثلهم
مثل الذليل على حضورِ قرارهم
حاشا أبن بنت المصطفى فبقصده
أصلاح ما قد بانَ من أعرابهم
في أمةٍ ُقلبت على أعقابها
حتى و قد ذكرت على آقابهم
صلت عليك نبؤة و إمامةٌ
قصداً لإنك مصحف بخدارهم
ولإنك السيف المرصعُ جوهراً
وعماد دين الله في أديانهم
بل أنت أديان الإلهِ جميعها
و مورثٌ للنسل ِ في أجيالهم
فشققت في سفنِ النجاةِ ِلطامها
فهزمت بحراً من عظيم لطامهم
ومضيت درباً في يديك رسالةً
ُكتبت عظائمها بمدِ إلههم
ُكتبت رسالةُ أحمدٍ في أمةٍ
قد بايعوا الطلقاءَ خلفَ ستارهم
قد بايعوا الشيطان في أرواحهم
وتقمصوا بالدين فوق ثيابهم
حتى إذا بانوا بفروةِ ثعلبٍ
فتوثبوا غدراً بأبن سراجهم
فتنكروا وتعصبوا في مكرهم
حتى قضوا جاءوا بقتلِ إمامهم
قد أجمعوا الطلقاء قتل محمدٍ
داسو لهُ صدراً بعوجِ جيادهم
فتناثرت أشماسُ تيجان العلا
في كرب رحبتها على رمضائهم
لا تعجبوا دَمعَ السماء مخضب
قد أمطرت نحراً على أجسادهم
و توشحت أفلاك ربيَّ كلها
لبست سوادُ ثيابها بوشاحهم
وتهيأت لطماً بصدرِ الدينِ في
عشرٍ من الأُوَلِ الحرامِ لطامهم
هاقد قتلتم أبن بنت نبيكم
فتهيؤا للقتل من أشياعهم
