كابوس

نادية محمد | مصر

اليوم

صحوتُ من الكابوسِ

اليوم فهمتُ كيف كان

الذئبُ يغردُ

و العصافيرُ تنتشي من سماعِه

لا مكان للشجرِ

والأغصانُ تتدلى في حسرةٍ

الآن فقط فرغتُ من حضنِ ذئبٍ

رائحتُه أزكمتْ صدري

وسالَ مكرُه على جسدي

جسدي ينتفضُ من أثرِ الدخانِ

حشرجةُ نياطِ قلبي تؤلمُني

سخريتُه من بحَّةِ صوتي

طالتِ الفؤادَ بغصةٍ،

قلبي مراهقٌ

لم يتعلمْ فنونَ القتالِ من قبلُ على يدِ نبي

وخيالي ماردٌ يرتدي ريشًا أبيضَ،

الفارسُ أسطورةٌ قديمةٌ

نسجتْها الجداتُ على قارعةِ الحلمِ،

الشيبُ يدقُّ بكلتا يديه على البابِ

والنهرُ كثيرُ الصمتِ

تعلمَ فنونَ السكوتِ أمامَ غبارِ العاشقينَ على أريكةِ الغياب،

الحبُّ يهزي أحيانًا

حين يرى دموعَ اليمامةِ تسيلُ كالمطرِ

والذئبُ يلهو مع الفراشاتِ

بحكايةِ العصفورةِ التي تاهتْ عن السربِ

وعشقتْ صدى صوتِه

وزيفَ كلماتِه الملونةِ بالأحمرِ

فيضحكنَ من الحكايةِ

ليعيدَها عليهن

كلَّ مساء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى