صوت يناديني
نبيل طنوس | فلسطين
إلى بلدة حوارة
كيف أحكي قصتي وأنا
أبكي وأشهقُ بأعلى صوتي
أقول: “حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ
وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق.
كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ
ويسعى وراءَ الرِّبحِ”!
**
كيف أحكي قصتي وأنا
وأنا أرى مدينةً تحترقُ:
بيوتًا، أشجارًا، وحجارة.
مركباتٌ تحترقُ والكلُّ اسّودُ.
قطعانُ شعبِ الكتاب يمزقونه،
ولأنّه حقٌ وعدلٌ يخافونه!
**
كيف أحكي قصتي، لمن؟
“لا حياة لمن تنادي”.
فــ “الوحوشْ قضاةَ المحاكم”
شظايا زجاجٍ تشِّع في كل مكان
وفأسٌ تقدست بالدم!
لن أعزي أحدًا فالألمُ درسٌ
**
لن أحكي قصتي لأحد
فالألمُ عبرةٌ وحكمة
سأترُكُهُ ينضج في الأحشاء
اصغِ! ألا تسمعُ صوتَ البكاء؟
البيوتُ ممتلئةٌ بصراخِ الأطفال
وتنهداتِ النسوةِ وصلواتِ الجدّات
**
الابُ غاضبٌ والابنُ يتهددُ
والصوتُ من أعماقي يناديني
لكني لن اذهبَ لن
وهل أذهبُ إلى نفسي؟
والقطعانُ في كل مكان
والحكمة: دعهم يُخطئون أكثر
**
المكانُ يسكنني
لي أخوةٌ وأصحاب
كيف أحكي قصتَنا؟
فلتبقَ تشتعل فينا
علنا نبقى نبقى
سنبقى!