بصراحة حول شلال الدم الفلسطيني النازف
هاني المصري | فلسطن
الإعدامات المتكررة التي تقوم بها قوات الاحتلال خصوصا في جنين ونابلس في وضح النهار وأمام عدسات الكاميرات، وبقرار من المستوى السياسي وبحجة أن المقاومين المستهدفين قنابل موقوته، وأنهم قاموا أو يحضرون للقيام بعمليات، تستوجب ردا فلسطينيا مختلفا يوضح انهم ضحايا وما يقومون به من مقاومة رد طبيعي على الاحتلال وجرائمه وأن المعركة غير متكافئة وليس كما يظهرها بعض القيادات والإعلام وكان المقاومة هي الأقوى والمبادرة بالهجوم، فالمطلوب:
أولًا مطلوب من المقاومين الجدد أن يبتعدوا عن العلنية والاستعراضية والعفوية والتعامل مع جنين وخصوصا المخيم والبلدة القديمة في نابلس وكأنها مناطق محررة، وأن لا يبالغوا بقدراتهم وعدم رفع سقف التوقعات وهذا ينطبق عليهم وعلى الفصائل المقاومة، فمن يقاوم الاحتلال يجب أن ينزل تحت الأرض ويقوم بعمله بسرية تامة، ويحرص على نفسه ولا يكون لقمة سائغة لعدوه، وأن لا تذهب حياته بلا ثمن، فالأصل بالمقاومة لشعب تحت الاحتلال وهي قليلة الامكانات أن تعتمد أسلوب حرب العصابات وتلتزم بمبدأ “أضرب وأهرب “وليس قاوم حتى الاستشهاد على أساس أن الجيل الحالي جيل التضحية، حتى يتمكن المقاوم من الضرب مرة أخرى ومرات، وإذا كان المقاومون شجعان وأبطال كما أثبتوا فعلا، ومستعدين لتقديم أرواحهم رخيصة من أجل القضية التي يقاوموا من أجلها، فإن حياتهم غالية لدى شعبهم وعائلاتهم ولا يجب أن تكون أماكن سكنهم وتحركاتهم معروفة وأن يسرفوا عند الحاجة وبدون حاجة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعليهم أن يلغوا استخدام الجوالات الحديثة فهي أخطر من الجواسيس.
ثانيا مطلوب من الفصائل التي عليها القيام بقيادة المقاومة وترشيدها ونقل الخبرات المتراكمة لها لأن هناك أخطاء فظيعة يقع فيها جيل المقاومين الجدد، تجاوزتها التجربة الفلسطينية منذ فترة طويلة، وليس دور الفصائل ارسال التحايا وحتى الدعم وتضخيمها المقاومة الحالية بصورة كبيرة جدا بصورة تعكس محاولة لتبرير عجزها وغيابها وإكتفائها بالدور الخلفي الذي تقوم به، وعليها الدعوة والمبادرة لتشكيل قيادة وطنية موحدة ميدانية في كل موقع وصولا الى كل منطقة باتجاه تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة كمرحلة على طريق تشكيل قيادة سياسية واعادة بناء المؤسسة الوطنية الجامعة (المنظمة) لتكون فاعلة وتمثل الشعب فعلا وقولا.
ثالثا مطلوب من القيادة الرسمية،إذا لم تكون مستعدة لتوفير عوامل الصمود والمقاومة والدفاع عن النفس والحماية لشعبها في وجه اعتداءات المستوطنين الاجرامية اليومية على الأقل أن توقف سيرها في طريق جهنم وتمتنع عن مساعيها لاحتواء المقاومين ووقف المقاومة بحجة حقن الدماء وفرض سلاح شرعي واحد، وعدم المشاركة في لقاءات مثل اللقاء القادم في شرم الشيخ والذي يكافئ حكومة الاحتلال ويسعى لتأهيل السلطة ضد شعبها، بدلا من قيام القيادة بالمطالبة بعزلها ومعاقبتها وفرض العقوبات عليها، خصوصا بعد أن لم يحقق لقاء العقبة التهدئة ولا أوقف كل أنواع العدوان والاستيطان، ولا أدى لخفض التصعيد بل على العكس من ذلك إذ ارتقى منذ عقده حتى الآن عشرات الشهداء ومضت حكومة نتنياهو بن غفير سموترتيش بتنفيذ برنامجها برنامج الاعدامات اليومية والاعتداءات
على الأسرى والضم والتهويد والتهجير والفصل العنصري.
وأخيرا مطلوب من المثقفين والنخب أن توفر الفكر والوعي والاستراتيجيات واظهار خطورة التهوين والتهويل والتخاذل والمغامرة، والمساهمة في رؤية التطورات على كل الأصعدة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، والابعاد والسيناريوهات والآفاق المستقبلية والاستعداد لكل الاحتمالات ورؤية أهمية وجدوى خوض “صراع متدني الدرجة ” في هذه المرحلة في ظل الاختلال الفادح في ميزان القوى والأزمة المتفاقمة في إسرائيل وعدم الوقوع بالأفخاخ التي ينصبها الاحتلال. ومطلوب من الحاضنة الشعبية أن لا تكتفي بالتأييد والتظاهر تلبية لنداءات العرين فقط بل توفير احتياجات المقاومين من أكل وشرب ورصد وأماكن اختباء وحفظ أسرارهم الخ الخ الخ.وعدم تحميلهم أكثر مما يحتملوه.