دهشة الفراغ
شعر : عبد الصمد الصغير
تَعَجَّبَ شِعْري مِنْ جُنوحِ الْمَجازاتِ
فَصِرْتُ أَرى في الصَّيْفِ لَوْنَ الشِّتاءاتِ
***
تَأمَّلْتُ ما يُحْكى لِأَفْهَمَ جُمْلَةً
رَأَيْـتُ مَـعانيكُـمْ صِـفاتٍ بِـلا ذاتِ
***
لَكُمْ مَجْدُكُمْ يَبْني الْفراغَ بِحِكْمَةٍ
وَلـي كُـلُّ ما يَبْـني بَـديعَ الْمَـقاماتِ
***
أَرى الْمُـحْـكَمَ الْمَـرْمِـيَّ في قاعِ ظُلْمَةٍ
كَما يُوسُفٌ، مِنْ إِخْوَةٍ في الْغَياباتِ
***
أَلا فـاسْـتَـحوا مِـنْـكُمْ وَمِنْ غِـلِّ إِخْــوَةٍ
يُـفَرِّقُ شَـمْلاً بَـيْنَ كِبْدٍ وَفَلْذاتِ
***
عَلى ثَغْرِ أُمّي يَلْثُمُ الشَّوْقُ بَعْضَهُ
وَفي بُـعْدِنـا يَـلـوكُ الْمَـواعـيدَ خَيْـبـاتِ
***
وَأَوْتــارُ نَـبْـضي في الْحَـبيبِ تَقَـطَّعَتْ
وَعُـسْـرُكِ يـا أَحْـشـاءُ مِنْ هَـضْـمِ لاءاتِ
***
رَأَوْا بَعْـضَهُمْ نَـظْرَ الَّذي يَغْـمُرُهُ الْـهَوى
وَمـا هُـمْ سِـوى وَضْعُ الـنَّوى في الْمَحَـبّاتِ
***
دَعُــوا دَهْـشَةً قِـطّاً يَطـيرُ بِرِجْـلِهِ
وَبَـحْـراً وَقَـدْ أَضْحى جِـبـالاً وَغـابـاتِ
***
دَعُـونـا نِـيـامـاً وَاتْـرُكُونـا لِجَـهْلِـنا
دَعُـوا بَحْـرَنـا في عِـلَّـةٍ وَزِحـافـاتِ
***
دَعُـونـا كَـمـا وَجْـهُ الـصَّـبِيِّ مُـبَـرَّءاً
فَـلا وَجْـهَ يُجْـدي، غَيْرُ وَجْهِ الْبَراءاتِ
***
وَعَـنّي دَعُـوكُمْ مِنْ غُـموضٍ فَإِنَّـني
سَـأَقْطِفُ حُلْـمي في انْبِـلاجِ الصَّباحـاتِ
***
فَـلي أَمـلٌ مــا زال يَعْـصُرُ غـايَـتي
وَلـي رَغْـبَةُ الْأَسْـماءِ تُغْوي الْعِـباراتِ
***
دَعُـوا الـدَّمْعَ لِلْخَـنْساءِ تَنْـدُبُ صَـخْرِها
فَـبَـوْحُ الْغَـواني صـارَ بَـثّـاً بِـلا ذاتِ
***
أَرى بَـثَّـهُ الْـجافي كَمُخْـتَلِسِ الْـهَوى
كَـلَحْـنٍ غَـريبٍ يَسْـتَبيحُ الْمَـقامَاتِ
***
دَعُــوا لي بَــثّـاً عِنْدَ رَبِّــي أَقُــولُهُ
كَما شـاءَ قَلْـبي فـي مَـقاديرِ آياتِ
***
لَـكُـمْ بَـيْـتُكُمْ في دارِكْــمْوَكِـلابُكـمْ
لَـنا الْأَرْضُ، كُلُّ الْكَوْنِ، حَتّى الْمَجَرّاتِ