الخيمة البديلة إلى سكني
شعر: د. سعيد الزبيدي – جامعة نزوى
يا خيمةً أوهنتْ أطنابَها الحِقَبُ
حتى تهرَّأَ منها اللونُ والسببُ
***
وكرَّ ليلٌ بساعاتٍ موزَّعةٍ
على الذي نالَ من أشواطِهِ التَّعَبُ
***
فساعةً كان فيها الخوفُ مذأبةً
لم يدرِ من أيِّ صوبٍ ينهشُ الرَّهَبُ
***
وساعةً لا كرى يغشاهُ متَّكأً
كأنَّهُ غايةٌ يسعى بها الهرَبُ
***
وساعةً أمسكتْ أخرى وتاليةً
كأنَّ فجرًا وراءَ الغيمِ يحتجِبُ
***
ولم يفتَّ لهُ زندًا بمطمحهِ
وليس في كفِّهِ مالٌ ولا ذهبُ
***
بل بين جنبيهِ خفَّاقٌ أخو هدَفٍ
عالٍ سيغنى بهِ إنْ مسَّهُ نصَبُ
***
وخيمتي ثبتتْ لما رأتْ قدمي
ماذا تهاوى لديها وهي تغتربُ
***
وودَّعتْ خلفَها ما كان يُقلقها
وما يعوقُ إذا ما زُوحمتْ رُكَبُ
***
فداسَ جمرًا ولم يحفل بلذعتِهِ
وإن تطاير من أردانهِ اللَّهبُ
***
إذ شدَّ من أزرهِ في حالكٍ عَرِمٍ
شريكةٌ وبها يستدركُ الطلبُ
***
فأشرعتْ قلبَها بابا وفي يدِها
مفتاحهُ ولأيٍ جاءَها تهِبُ
***
كانت على عُسْرِ حالٍ خيمةً بدلًا
نأوي إليها فيُروى عندها السَّغَبُ
***
سأُغمضُ العينَ لا أخشى على أحدٍ
بعد الحمائمِ خمسًا ثمَّةَ الكتُبُ
***
هذا هو الإرثُ لا مالٌ يخلِّدني
ولا عشيرٌ ولا جاهٌ ولا نَسَبُ