أدب

تزوجيه كاتبًا

سمر الجيزاوي | القاهرة

تزوجيه كاتبًا…
إن دق قلبك معلنًا عن عشق كلماته فاعشقيه، وإن رام عقلك هائمًا بسحر أفعاله فتزوجيه، وازرعي الود من كنف رحمة عليه تغدقيه..وأشعلي ثورات عشق جامح متأجج والهبي خياله ولاتطفئيه…

تزوجيه كاتبًا فلن تملي يومًا من كثرة ما تقرأيه
تزوجيه كاتبًا مفكرًا يغدق عليك من فيض فكره وعلمه لتواكبيه.. فمن يعرف قيمة الحرف لن تملي ثرثرته يومًا فتتجنبيه، فجميع ماينطق يحمل تورية بمعانيه ويعصف ذهنك ويثريه..

تزوجيه كاتبًا…
وكوني عالمة بانحدار مزاجيته وتقلب صفاته وكأنه مئة رجل، لاتدرين أيهم الذي عشقته فلا تقفي عاجزة وراقصيه، لتنبهري بمرات جنونه ويمارس معك أدوار أبطاله ليتقنها… فتارة هو عاشق يحمل الأزهار، وتارة أب حنون يكفيك ضمة صدره لك باحتواء تفتقديه، وصديقًا حقيقيًا يسئلك نصحًا وتسأليه، يقف بجانبك بسوراتك ولن تفقديه، وتارة ..وتارة.. بعدد أبطاله وانفعالاتهم ستجديه…

تزوجيه كاتبًا…
غيورًا يواري جسدك عن عيون الخلق ولايقدر سوى التغزل بك مرغمًا ،فيظهر حسنك منظومًا بكل بطلاته، ولن تجديه مجتمعًا بواحدة، فمثلك عنده كثيرة جدًا أن تتواجدي بإحداهن فقط، حتى وإن رام لتجسيدك فسيستجدي خياله ولن يُجديه… وربما عقد شجارًا حادًا مع ذاك الذي ألقاه حظه التعس فتغزل بشئ من بطلته هو بالأساس يراكِ فيه…

تزوجيه كاتبًا…
يمكنه أن يدشن نصًا بكحل عينيكِ، وكرز شفتيكِ، وورد خديكِ ،وينشدك غزلًا لا يخفيه… فلن يصيبه خرس الحب، فلديه فيض كلمات وإن لم يقلها فابحثي بطيات أوراقه فستجديه

تزوجيه كاتبًا…
بخيال خصب ينتهل من سحرك إلهامًا ومن تجددك وحيًا ومن حديثك وصمتك لا تحرميه…. ليعزف على أوتار روحك بنبض كلمات يسألك صداها بقلبك فتتناغمي مع عبث ألحانه وترتبي نشاذ لحنه وتقوميه….

تزوجيه كاتبًا …
فستجدين روحك الحالمة بقربه، ووقتا لعزلتك بعزلته، ورفيقا لقهوتك وسهرك وأرقك وحتى نوبات جنونك هو أقدر الناس على تفهمها، فماأكثر نوبات جنونه….

تزوجيه كاتبًا ….
وعيشي كبطلة لكل الأدوار… تلك الشعبية التي تلوك علكة بطريقة مغرية… والراقية بهندام منمق كواجهة لزوجة رجل موقر والناعمة بثوب الدلال فتترامى تحت ساقيك الأنوثة تتمنى أن ترتقِ لحسنك.. كوني عكس مايتوقع وكل مايتنمى….

تزوجيه كاتبًا…
واجعليه يجزم بالليلة آلاف المرات أنك بعينيه كل النساء وأن ليس لديه عنك بديل، وأن الحياة التي يتنعم بها بكنفك لن يرضى بغيرها ولو ترامين المعجبات تحت قدميه وأثرن غروره فداعبيه وتغزلي بكمال رجولته وإحساسه ورجاحة عقله وكوني أنت المليكة فيه…

تزوجيه كاتبًا ….
يتعمق بسحر عينيك، فينتج رواية يهديك أحرفها ويكتب بين دفتيها… إليك ملهمتي يامن سرقت الحرف من عذب شفتيها ونعومة جيدها، يامن داعبت كلماتها قلمي فاسترسل يغدق معان الوحي الذي علي به تنعمتِ وأغدقتيه…

تزوجيه كاتبًا…
يترعرع أطفالك بمحراب فكره وينج بهم من بئر الجهل الذي يغرق أمثالهم، ويأرجح مهد لطفولة حالمة يسقيها من نهد عطف واحتواء، أولم تعلمي يومًا أن تفسيره للاحتواء يعني كف طفلة مضمومة بكف أبيها فإن كان ذلك حقًا فيكفي طفلك ويكفيه…

تزوجيه كاتبًا…
تتنعمين بسحر صمته وثرثرة حكاياه المتشعبة، عن حرب عالمية تارة، نظرة سياسية تارة، فلسفية أخرى، اجتماعية ورومانسية، وأبيات شعرٍ حاول نظمها ففشل وجاءك لتشجعيه، فيجعلكِ ثرية بلغته تسعين للثراء لتناقشيه وتبهريه…

تزوجيه كاتبًا…
يغنيكِ عن كل رجال الأرض… فهو أخ، أب، ابن، حبيب، وعاشق، وزوج، بالنهاية هو كل معان الاحتواء فقط كوني لينة،ودعي همسك شجنًا، وضحكك غنجًا، وقلبك رحبًا واحتويه…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى