مقال

عزة النفس

الكوتش الدولي الدكتور محمد طاوسي

أيها الناس، إن ‏‎أرقى سلوك هو عزة النفس التي تجعل المرء يأبي الذل و الإذلال لدرجة أنه يكتفي من كل شيء و هو في أمسِّ الحاجة لكل شيء و لا يطلبَ الأمر مرات و لا يستجدي أحدا إلّا من الله وحده، فارحموا عزيز قوم ذل.
‏أيها الناس، إن أعظم و أجل قوة يمكن أن يحصل عليها الإنسان هي عزة نفسه التي تجعله في أحسن حال وأفضل مقام، مما يستوجب عليه ضبطها، و التحلي بسلوك الآنفة الإنسانية فلا يقبل الخنوع ولا يعطي الدنية، فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن أفضل سلوك هو عزة النفس التي تجعل المرء يعطي كل شيء و كل شخص حجمه الطبيعي دون زيادة أو نقصان، فلا يرفع لئيما و لا يضع كريما، و لا يهول أمرا في غير محله و لا يهون شيئا دون موضعه، فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن أكرم خلق هو عزة النفس التي تجعل المرء يرتوي من معين الكرامة الإنسانية في ابهى حلل الجلال، فلا يبوح بكل ما لديه سواء كانت مشكلة، أو موقفا أو أشخاصا، بل يحتفظ بأجزاء من شخصيته لنفسه كي لا يقرأه العابرون الذي ليس لهم في هذه الحياة إلا التصيد في أسرار الغير، فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن أفضل طريقة لكي يمتلك المرء حياة طيبة هي أن يمتلك قلبا طيبا ونفسا زكية و روحا عزيزة، تجعله في ذروة العطاء و التماسك الروحي الذي هو معين العزة و الكرامة و الحرية الذاتية فيكون بذلك أكثر صلابة رغم أنه الضرر يكون أكثر إيلاما، فارحموا عزيز قوم ذل .
أيها الناس، إن أجمل الدروس في هذه الحياة أن تتعلم عزة النفس وكرامة الذات ونجعلها شيئا عظيم في دواخلنا، لأنها من أجل دروس الحياة، حتى وإن ظننا أننا قد نتعرض للنكران و الخذلان، ونصاب بسوء الظن و غياب العرفان، فإن عزيز النفس يكون على صواب، فحتما سوف ندرك أن العزة قوة و الكرامة طاقة أكثر جرأة و شجاعة، فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن أكمل المبادئ هي عزة النفس التي تزرع الثقة بالله فلا تنسينا أي مجهود نبذله و لا تعب نصاب به من أجل الحياة السليمة، بل تعطينا كل الحوافز للقطع مع كل يأس، و تزرع كل أمل فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن أحسن الأحوال للذات البشرية أن تعيش عزة النفس التي تجعل المرء يتأكد أن الرزق مضمون إلا علينا نبحث عليه خلف باب الجد والاجتهاد كي يكون التسخير المولوي ذاك المفتاح الذي يفتح لنا دلك الباب، فارحموا عزيز قوم ذل.
أيها الناس، إن عزة النفس دائما ما تأتي بكل فرح حتى و إن كان مختبئا بين ثنايا الغيب ينتظر منا ذلك التحرر الذاتي ويستلزم منا ضبط بوصلة دوافعنا لكي يظهر البهاء في كل شى ولكي ندرك أن الحياة لا تحدث لوحدها و من ذاتها، إنما الحياة صناعة للتاريخ تُصنْع و تصنع، فارحموا عزيز قوم ذل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى