مقال

أوزعني أن أشكر نعمتك

د. نجاة صادق الجشعمي

لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته فإن ذلك مما يقل عمله في قلبه ويمنعه وجود الصدق مع ربه …
الصيام غذاء الروح …
يحتاج الجسد إلى غذاء كذلك الروح تحتاج إلى غذاء
تحتاج إلى هدوءٍ وسكينةٍ وطمأنينة لتتجلى
في مشاعرنا ومن ثم إلى سلوكياتنا السؤال الذي يطرح نفسه
كيف أغذي  نفسي روحياً ؟
كيف أرفع من طاقتي الروحية ؟
كيف أدير ضغوط الحياة؟
في ظل هذه الظروف والحياة الصعبة كل منا أكيد لديه أجوبة على هذه الأسئلة..أما أنا جوابي هو:_

اخصص في يومي نصف ساعة أو ساعة لأغذي روحي
ممكن أن نقسم الساعه على مدار اليوم

العبادة من أهم السلوكيات التي تخفف عنا أعباء الحياة
طبعاً تحتاج إلى مشقة ومجاهدة النفس على الجلوس
بين يدي الله لكن لها فوائد عظيمة
منها…..
صلاة / دعاء / ذكر / تلاوة قرآن
/ التفكر والتأمل في مخلوقات الله…….
اختر منها ما تستشعر به بهدوء نفسي
وستتولد لدي مشاعر سلام داخلي وندرك مرور الدنيا وتقلب حياتنا واختلاف محطات العمر فمثلا مع كل رمضان يأتي علينا تتنوع معه امنياتنا في الدعاء وتختلف فيه حاجاتنا في الابتهال لأننا اكبر مافي الوجود لو كل منا طاع روحه .نحن الوجود الذي خلقه الموجود ويبقى الله كريما رحيما جوادا عظيما رؤوفا قديرا ويبقى الإنسان ضعيفا جهولا عجولا ألم أناديه فيلبيني وأدعوه فيجيبني وأسأله فيعطيني لكن للأسف اعتمدنا على الأب وليس الرب.. فالكل يسبح له لكن الأستار غطت البصيرة. فالإنسان كفار ظلوم ينسى كل العطايا. لو لحظه تصحى ضمائرنا ونتعلم ذكر الله بقلب سليم ليس بلسان سليط ملوث بالفتن والثرثرة الفلسفية المصطلحية لفتح الله لنا أبواب السموات والأرض ببركة الرب وليس الأب.
أيها القارئ عود نفسك على الاحتساب في كل امورك وأعمالك وفي كل خطوة تخطوها في حياتك اجعلها معقودة بالنوايا التي ترفعك عند الله فمن سخر حياته لله ذاق برد الرضا والانتعاش انه عليم شكور وسوف تدرك بذلك معنى الحياة لأن ثمة علاقة قوية بين ذكر الله وتعظيمه في القلب وبين مقام الاتزان فكلما عظمنا الرب وانشغلنا بمكانتنا عنده تسامت النفس عن تفاهات الخلق وصارت روحانية أي سماوية في رؤيتها وكلما دارت النفس في مسارات الخلق تذبذبت وجهتها وصارت إلى الهشاشة أقرب …لذلك الإنسان يحتاج أن ينتعش في ظل هذه الظروف والحياة فأكثروا الدعاء بذكر الله بالاسماء الحسنى وتغنوا بها تقربا ومحبة وتواضعا وإذلالا للرب وليس للعبد كن متأملا بخلق الله. كيف رفع السماء وزينها وبسط الأرض وشق البحار وأنبت الزرع مختلف ألوانه وأشكاله .تعالوا نفتش في حياتنا…سنجدها مليئة بالأحداث انتصارات وافراح واحزان ونكسات منها معلنة وغير معلنه وقد لايهنئنا احد بهذه النجاحات ولم يشعر بها احد ..مثل تحسين وضع ما تجاوز أزمة حسم قرار التفهم والتقبل كل هذه الأمور من شأنها أن توقد فيك الحياة فهي إذا مكاسب لك أنت حتى وإن لم يهنئك أحد لكن المهم لاتتعلق ألا بالله لأن الأشخاص والعلاقات معضمها دروس لنا في الحياة أو رسائل يبعثها الله لنا لكي نأخذ عبرة لنتعلم من أخطاءنا وفشلنا وعجزنا أن ليس كل شخص دخل حياتنا يستمر وليس كل شخص يخرج من حياتنا معناه لازم يكون شخص سيئ. فالعلاقات مثل المربية تربي تعلم الدروس فبعضها يطورنا ويقوينا وبعضها. يعلمنا التواضع وبعضها يجعلنا نراجع انفسنا لنتقرب الى الله ونحب انفسنا واخيرا لا تتعلق الا بالله ولاتهمل الدعاء وسائر العبادات ..عزيزي القارئ..هل تعلم أن أنوار الحكماء تسبق اقوالهم، يقول ابن عطاء السكندري رحمه الله (فحيث صار التنوير وصل التعبير) ونحن المسلمون اجزل الله علينا بالعطاء واهدى لنا كنوز وانوار هل ترغبون بمعرفة هذه الكنوز؟ (الأنوار المحمدية) نور نبينا الصلاة والسلام عليه وعلى آل بيته وأصحابه الكرام فكل كلام برز من قلبه نور ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 ) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ( 4 ) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ( 5 )…فمالنا الا تحبوا ان تدخلوا الجنة ويغفر لكم ربكم ويرضى عنكم تعالوا نأخذ هذه الوصفة الإيمانية الإعجازية ألا هي (الصلاة النارية) أو الصلاة المحمدية أو الصلاة على نبينا محمد شفيع الدنيا والآخرة الذي خلق الله كل شيء لأجله الصلاة عليه رحمة ونعمة وتجارة لاتبور تحميك وتغنيك.
الاتحبون أن تدخلوا الجنة؟
ادخلوا سالمين آمنين أيها الأحباب بنخلة..بتمرة…بكلمة…بحرف…بصمت…بابتسامة… بالصلاة على محمد اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما…وأخيرا كل منا له قدوة في حياته ليكون حبيبنا قدوتنا علموا وعرفوا أولادكم كيف عاش الحبيب ودوره في الرساله الاسلامية المحمدية صبر فظفر تحلوا باخلاقه وصفاته والله ميزه إنك لعلى خلق عظيم….هؤلاء السادة ياسادة هؤلاء الأنوار هؤلاء من يقتدى بهم لا الغرب في شعورهم وثيابهم واساليب حياتهم المفرطة دون قيد هل لنا الآن في هذا الشهر أن نزكي ونراجع أنفسنا نأخذ قلما وسجلا وندون أعمالنا قبل أن تعرض علينا ونصلح مانستطيع أن نتجاوز منها ..لاتنسى أخي القارئ وأختي القارئة نحن الوجود والله الموجود أوجد وخلق كل شئ للعبد دون تميز ولا تعنصر الكل سواء إلا العمل الصالح والدعاء والعبادات والدال على الخير وفاعله.. غفر الله لكم ولنا آمين يارب العالمين…يوم لاينفع مال لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم…صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى