باعَةُ أَحْلامٍ شُعَراءْ
تركي عامر | فلسطين
دَخَلَ القاضِي.
وَقَفَ النَّظّارَةُ وَالوُكَلاءْ.
جَلَسُوا. ٱنْتَظَرُوا. وَقَفَتْ
كَيْ تَخْطُبَ سَيِّدَةٌ لَسْناءْ،
والخُطْبَةُ ما كانَتْ عَشْواءْ.
سَأَلَ القاضِي: يا سَيِّدَتِي،
مَنْ أُولاءِ البُؤَساءْ؟
ضَحِكَتْ كَثَرِيَّةِ حَرْبٍ:
باعَةُ أَحْلامٍ – شُعَراءْ.
لَبِسَ القاضِي
نَظّارَتَهُ السَّوْداءْ:
حَسَنًا، ماذا فَعَلُوا؟
ضَحِكَتْ غَمّازَتُها اليُسْرَى:
سَهِرُوا. شَرَبُوا. سَكِرُوا. كَتَبُوا
بِالمَاءِ على رَمْلِ الصَّحْراءْ.
هَمَسَ القاضِي:
هٰذا مَسْمُوحٌ سَيِّدَتِي.
ضَحِكَتْ غَمّازَتُها اليُمْنَى:
نَفَخُوا نارًا. طَبَخُوا. مَلَأُوا
بالُوناتِ التّارِيخِ هَواءْ.
عَبَسَ القاضِي:
هٰذا أَيْضًا مَسْمُوحٌ سَيِّدَتِي.
ثارَتْ حَنَقًا: شَطَحُوا.
سَرَحُوا. قَذَفُوا. ٱقْتَرَفُوا.
زَعَمُوا أَنِّي حَسْناءْ.
صَرَخَ القاضِي: فَلْتُقْطَعْ
أَلْسِنَةُ السُّفَهاءْ!
ثَنَّى يَتَأَفَّفُ: ما هٰذا؟ تَبَّتْ
أَقْلامُ الأَفّاقِينَ مِنَ الشُّعَراءْ!
غَضِبَتْ تِلْكَ الرَّعْناءْ.
رَجَمَتْ أُمَّ القاضِي
بِشَتائِمَ مُحْدَثَةً
لا تَعْرِفُها اللُّغَةُ العَرْباءْ.