مقال

اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

الكاتبة يمينة بديرة | الجزائر

في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الموافق ل 23 أفريل ( نيسان ) من كل عام …
أهنىء كل القراء في الجزائر وفي وطننا العربي و في العالم وكل من له دور في خدمة الكتاب، بداية من المؤلف إلى الناشر و الموزع والبائع …
وأتمنى أن يسترجع الكتاب مكانته الحقيقية في حياة كل فرد من المجتمع خاصة في زمن عالم الأنترنت الذي أضعف قدرات العقل البشري رغم كل الفوائد التي تصب في صالح السرعة للوصول إلى المعلومة إلا انه سلب من الإنسان كل وقته وقضى تدريجيا على رغبته في القراءة حتى جعله يبحث عن الطرق السهلة للمعرفة والتي لا تحتاج منه جهد كبير لتقوية الذاكرة وحسن إستخدامها ولا حتى حب الإستطلاع و رغبة الإستكشاف في خفايا القراءة وأسرارها فاستغنى الإنسان على الكتاب بكل سهولة عندما وجد البديل الذي ضاعت فيه أمم وأجيال إلا من رحم ربي بالرغم من قوة الكتاب ومكانته في نفوس العلماء التي لا يعوضها أي وسائل إتصال حديثة وإهتمامهم بالكتاب كمصدر رئيسي لتزويد الفرد بالوعي والعلم والمعرفة إلا أن سكان العالم العربي، نادرا ما يقرؤون كتبا، عكس الدول الغربية وهذا ما أجرته أبحاث عديدة للأسف الشديد، رغم أن الكتاب يبقى هو سلطان التغذية بكل أنواعها، ولهذا وفي زمن السرعة يجب على المؤلف التكيف مع هذا العصر و مواكبة التقدم والتطورات المختلفة الذي يشهدها العالم ومسايرة وتيرة الحياة المتسارعة، وحتى لا نفقد «جيل يقرأ كتب»، يجب تحرير الكتب الأدبية وغيرها من التضخيم وإختصار المواضيع وتقليصها والتركيز على أهم الأفكار حتى يحظى القارىء بالإهتمام بقراءة أي كتاب بسرعة اكبر وجهد أقل بدلا من النصوص الطويلة والمعقدة التي ينفر منها الجميع في وقتنا الحالي الذي يفرضه عصر السرعة لأن الإنسان في الماضي يختلف عن الإنسان في الحاضر بحكم تغير الظروف والزمن وهذا إذا أدركنا بالخطورة قبل فوات الأوان واردنا معالجة الأمور بكل حكمة وعقلانية و عملنا على الأهم مع الواقع الجديد وهو إعطاء كل ذي حق حقه في إسترجاع الكتاب والقارىء معا .

كل عام والكتاب في يد القارىء لا في رفوف أثاث مكتبات منزلية أو عمومية أكلها الغبار والنسيان
كل عام والمؤلف في إحتفال وإحتفاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى