أدب

أوراق الخريف.. أحلام طبيب (١)

قصة قصيرة

شرين خليل | المنصورة
بدأت احلامي تكبر بداخلي عندما التحقت بكلية الطب..
كنت طالب مجتهد منذ الصغر ..
نشأت في أسرة متواضعة جداً أبي يعمل موظف حكومي وأمي ربة منزل تجيد أعمال المنزل بكفاءة فهي نعم الأم ..
إخوتي في مراحل تعليم مختلفة ..
وأنا الأبن الأصغر…
أبي يمتاز بالطيبة والسماحة قام بتربيتنا على الأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ..
على الرغم من الوضع المادي القاسي إلا إنه يكافح من أجل تلبية احتياجاتنا..
لم اتضرر يوماً من الوضع المادي بل كان هو الدافع لكي أصل إلى أهدافي وأحقق طموحي وأصبح إنسان يمتلك العلم والمال فأبي زرع بداخلنا أن العلم سلاح الرجال ..
حاولت أن أخفف عن أبي عبء الماديات وبحثت عن عمل بجانب دراستي ولكني للأسف لم أجد .
مرت سنوات الدراسة وأنا أعاني واجتهد حتى انتهت بنجاحي بإمتياز وبدأت مرحلة جديدة وبدأ الحلم يتحقق رويداً رويداً..
بعد الإنتهاء من قضاء التكليف قررت السفر إلى الخليج حتى أوفر المال من أجل إنشاء عيادة خاصة مجهزة بأحدث الأجهزة…
في البداية رفض أبي فهو يرى أنني أستطيع أن أحقق حلمي في بلدي..
أعلم ذلك ولكن أحلامي أكبر فأنا أول طبيب في العائلة ولدي الرغبة الشديدة فأن أكون أفضل طبيب حتى تفتخر بي عائلتي..
ودائماً أردد هذه الأبيات:
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة 

تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

كـــذلك قــالت لــيَ الكائنــاتُ

وحـــدثني روحُهـــا المســـتترْ

ودمــدمتِ الــرِّيحُ بيــن الفِجـاج

وفــوق الجبــال وتحـت الشـجرْ

إذا مـــا طمحــتُ إلــى غايــةٍ 

ركــبتُ المُنــى, ونسِـيت الحـذرْ

ولــم أتخوف وعــورَ الشِّـعاب

ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــب المســـتعرْ

ومن لا يحب صعود الجبال

يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ…
سافرت إلى الخليج وبدأت العمل في إحدى المستشفيات الخاصة..
لأول مرة أشعر بسعادة وبقرب تحقيق أحلامي..

الجميع يتعامل معي بحب ..وكأننا أسرة واحدة..
مدير المستشفى طبيب إنسان بمعنى الكلمة يعطف على كل العاملين .. ودوماً يقدم لنا النصح والإرشاد…
أحببت المكان ووجدت فيه الدفء ولم أشعر بأنني مغترب ..تعرفت على طبيبة من إحدى الدول العربية تُقيم مع أهلها هنا منذ الصغر ..
دق قلبي لها وحاولت الإقتراب منها فأنا خجول ولذا قررت التحدث إلى من يفهمني إلى الطبيب الأب والإنسان ذهبت إليه وبدأت أحكي له مابداخلي:
دكتور شهاب ممكن أتكلم مع حضرتك ؟
-اتفضل يادكتور وليد …
-بصراحه يادكتور شهاب أنا محتاج رأيك في مسألة تعتبر حياة بالنسبة لي…
-تحت أمرك قولي وإن شاء الله أقدر افيدك..
-أنا عاوز ارتبط بالدكتورة دارين..
-شوف يادكتور وليد إنت إنسان على خلق وطبيب ممتاز بس متسرع، من أول ما استلمت الشغل هنا وأنا حاسس إنك عاوز تحقق حجات كتير جداً في وقت واحد.. طبعاً دكتورة دارين إنسانه هايله لكن لازم تدي لنفسك فرصة للتفكير وأحلامك تحققها واحده واحده ..الحياة ياوليد خطوات وفي حجات لازم يكون فيها تأني وتفكير …
-عارف يادكتور بس أنا طول عمري محتاج حد جنبي أنا طول عمري لوحدي حتى وأنا وسط أهلي من صغري وأنا لوحدي مفيش اندماج بيني وبينهم وأصدقائي علاقتنا محدودة وماكنش مسموح لي ارتبط بأي انسانه ولو في خيالي لأن ظروفي المادية كانت عائق بيني وبين أحلام الحب والحياة …
-عشان كده بقولك بلاش تسرع لأنك مفتقد مشاعر الحب فشفتها في دارين لكن لازم تتأكد من مشاعرك هل هي مشاعر انجذاب ولا مشاعر صادقة نابعه من القلب وهاتعيش طول العمر مهما حصل ..
-يعني رأيك انتظر ؟؟
-ايوا ياوليد …انتظر فترة ..وبعدين أنت بقالك معانا لسه كام شهر يعني لسه العمر قدامك..
طيب يادكتور شهاب في حاجه تانيه عاوز احكيهالك بس مُحرج من حضرتك..

-إحكي أنا سامعك وأنت عارف كويس إني بعتبركوا كلكوا أهلي واخواتي..
-في حلم دايماً بحلم بيه وبصحى من نومي وأنا خايف ودايماً بيتكرر..
-خير يادكتور وليد قلقتني إحكي لي ..
-حاضر هاحكي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى