تكاد في بعض ظني تبدأ الحرب
شعر: عبد الصمد الصغير
تَكادُ، في بَعْضِ ظَنِّي، تَبْدَأُ الْحَرْبُ
وَ في فَراغاتِ رُوحي يَنْبُتُ الْعُشْبُ
***
فَكَيْفَ لي أَنْ أَرى حَدَّ الْمَدى، وَغَدي؟
وَ كَيْفَ في نَبْضِ قَلْبي يُزْهِرُ الْحُبُّ؟
***
يُخَيَّلُ ، الْآنَ ، لي أَنَّ الْهَوى هَرِبٌ
وَأَنَّ نَفْسي.. أَبَتْ ما يَشْتَهي الذِّئْبُ
***
لا شَـيْءَ عِـنْـدي سِـوى ما راقَ لـي دَمِـعاً
فَـالْـعَيْنُ سَـيْـلٌ، وَلـكِـنْ دَمْـعُـها صَـيْبُ
***
أَصْـبـو إِلـى أَمَـلٍ.. لا شَـيْءَ أَنْـظُرُهُ
وَفـي مَـفـازاتِ حُلْـمي يَظْـهَرُ الشَّـيْبُ
***
بِـدايَةَ الْعُـمْرِ .. سُوءُ الظَّنِّ مَرَّ بِنا
نِهايَةَ الْأَمْرِ .. بَيْداءٌ بِها الْجَدْبُ
***
قَدْ كُنْتُ مِنْ أَكْثَرِ الظّالّينَ في غَلَسٍ
وَعِـشْتُ فـي اللَّـيْلِ يَأْوي لَوْعَتي الذَّنْبُ
***
حَتُى انْجَلى لي صباحٌ ، كِدْتُ أَفْقِدُهُ
وَ مِنْ لِساني.. تَجَلّى شاعِرٌ عَذْبُ
***
تِلْكَ الْحَماقاتُ.. لَمْ تَقْرَأْ كِتابَ غَدي
فَضاعَ شَكْلي بِشَرْقٍ.. حُلْمُهُ غَرْبُ
***
هَلْ لي طَريقٌ ؟!.. أُنادِيها فَتَعْرِفُني
هَلْ لي بِها رِحْلَةٌ؟.. أَمْ قَطْعُها صَعْبُ؟!
***
فـي رِحْـلَـتي لَـوْعَـةُ الْمْـشْتـاقِ حـامِلَـةٌ
قَـلْبـاً بِـهِ طِـفْلُـهُ، فيهِ الْـهَوى يَـحْبُـو
***
رُوحـي تُـخَـبِّئُ دَمْـعي عِـنْـدَها خَـجَـلاً
تَدَفَّـقْـتْ مِنْ عُـيُـونٍ.. نـالَهـا الصَّـيْبُ
***
آنَـسْـتُ دَمْعاً.. وَشَـوْقاً لا انْـتِهاءَ لَـهُ
يَـمْـشي عَـلـى كَـلِماتي وَجْـدُهُ الـصَّـبُّ
***
أهْرَقْتُ شِعْري.. بِماءِ الْعِشْقِ أََكْتُبُهُ
فَـفاضَ شَـوْقـي كَمـا سـاحٌ بِـها الشَّـعْبُ
**
رَأَيْـتُ فـي رَوْضَةِ الْعُشّاقِ قَطْفَ يَدي
ظَنَـنْتُ فـي رَيِّ قَـلْبي يَـذْهَبُ الْـجَدْبُ
***
رَبُّ الـسَّـمـاءِ.. بِــهِ الْآمـالُ مُـمْسِـكَةُ
أَراهُ في خَلَواتٍ.. في الْهَوى يَبْدُو
***
وَ في السَّماواتِ.. آياتٌ لِنَظْرَتِهِ
وَ في بَياناتِ ذِكْرٍ .. يَظْهَرُ الرَّبُّ
***
مِنْ دُونِهِ، لا أَنا أُسْقى، إِذا عَطِشَتْ
رُوحي، كَـأَرْضٍ فَـلا يَـنْمـو بِـهـا عُشْـبُ
***
قَـلْبي بَـدا حـائِـراً فـي فَهْـمِ لَـوْعَتِهِ
وَالـرُّوحُ حَـيْـرى يُـناجى شَـوْقَها الْحُـبُّ
***
وَخــافِـقـي دافِقٌ تَــجْري جَــداوِلُــهُ
وَمِـنْ عُـيُونـي تَـدَلّى. مـاؤُهُ يَـرْبُو
***
أَكادُ لا أَنْتَهي عَدّاً .. وَ لا عَدَداً
يَكادُ في وَجْهِ عَدّي، يَصْرُخُ الشَّعْبُ