تبقى اتقادا تشرّسا …
د.ريم سليمان الخش-فرنسا
.
خيالٌ من الوجدان لاحَ تلمسا
لشقشقة الإصباح حين تنفسّا
.
وقد مرّ في ذهني اجتراح انفعاله
وميضا على شمع التساؤل عسعسا
.
تُعاتبني همسا نسائم فجره
ولولا شقوق الروح ماكان هسهسا
.
-أتعشقه؟
-موتا ..جحيما مفردسا
وأعشق مايهذي النسيم مهلوسا
.
كقفلٍ على المفتاح كنهٌ مكمّلٌ
وقد دارت الأسنان فيه تمرّسا
.
يسحُ على المعنى انهمارا مشعشعا
ليشربه حسيّ نديما ومجلسا
.
يُذوّبني وهج الضياء محابرا
تخطّ بجنهيها غراما مقدسا
.
تظلّ على المشكاة آثار كحلها
وقد ذاب في الإشعاع حتى به اكتسى
.
على أنّه الضليل رغم تعبدٍ
تراءى على وهج المرايا توجسا
.
-أتبغضه ؟
-موتا سعيرا مؤججا
تكدّس حتى بات أعتى وأشرسا
.
وأبغض صلصال الوجود كجوهرٍ
توقّتَ هداما على النقص أُسسا
.
-أتلمسه قربا وتنوي اجتثاثه ؟!!
ألستَ بنقّاضٍ لصرح تأسسا!؟
.
أليست دنان الوصل تسقي حبيبها
تدور على نشوى إلى أن تُغطّسا !!
.
-نعم إنني أهواه ملء تحرري
وأسمى مقام الحب وعيا تهندسا
.
صحوت على قيدي وعملاق هامتي
طليقا إلى أقصى امتداد تحسسا
.
وجودا إلى مافوق أبعاد حسّه
يُعانده وقتٌ يسيرُ تقوّسا
.
ليضرب عمقي واتساعي وجوهري
بسطحي وإغلاقي هباءٌ فأنكسا !!
.
فأسأل ماجدوى انفعالي إذا انتهى؟
ومامعنى أن يحويه صبحا مع المسا ؟!!
.
وقد غبت في معناه حتى بدا (أنا)
امتلاءً به في عمق عمقي تنفسا
***
أترغبني حرا طليقا محلقا
وترهقني قيدا ثقيلا من الأسى ؟؟
.
أتغمرني حبا كأمٍ وطفلها
وتمنع مادرّ الحنين تغطرسا ؟
.
أتتركني أعمى ومنك تنوّري
وقد زدتُ بالإلهام فيك تفرّسا
.
ومانفع أن يفنى ومنك امتلاؤه؟
وفي حظه يبقى غنيا ومفلسا !!
.
على أنّه يمضي وتبقى ظلاله
لأسمائه تقفو خيالا تشمّسا
.
أكانَ ..لتزداد اشتعالا إذا اكتسى
رداءً من الآمال من لو …إلى عسى؟
.
علامَ إذا ماشئتَ يبقى معطّشا
وفيك من الأنهار لو شئته احتسى
.
ومنك اخضرار الروح قمحا وحنطة
ضفافٌ من التوليب ترنو للوتسا
.
أترشفني وجدا صباحا كغيمة
تبعثرها كفّ الرياح مع المسا ؟
***
بلى إنني في العشق حرٌ ومهجتي
على جمرها تبقى اتقادا تشرّسا