لا أزال أذكر تلك الطفولة

سمير حماد – سوريا

 

لا أزال أذكر تلك الطفولة ,

كل شيء فيها كان على حقيقته ،

البحر , زاخرٌ بالموج  ،

والنهر , زاخرٌ بالضفاف  ،

والأرض ..مكتظّة بالضوضاء  ،

والسماء مكتظة بالفراشات ،

وكان الله أيضا على هيئة البشر ,

كل شيء كان إنسانا على حقيقته ،

كنا أطفالا كبار القامة ،

كبرنا لكن المسافة بيننا أخذتْ ،

تبتعد يوما وراء يوم ،

كنا كالورود الجميلة ،

لكن أشواكها كانت تقلل من هيبتها وجمالها ،

لكن , وبالرغم من المطر ,

لم ينبت العشب , في أرضنا , بما يكفي ،

ولم تضف أحلامنا إلى قوس قزح ,

لونا واحدا , كما كنا نتوق  ،

صرنا ضائعين ولا يبحث عنا أحد ،

مازالت كتبنا غير ملونة ،

مازالت نوافذنا مفتوحة،

والطائر المنتظر, لم يعد الى الآن ..

كأننا في مستنقع خامل ,

لايبعث فينا سوى النور ،

لكننا , وبرغم كل شيء،

سنبقى مكتظين بالأمل،

ولن نكون فريسة للغربان ,

رغم مراراتنا القاسية ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى