بقلم: هيثم نافل والي
ركضت أسماء نحو أمها وهي تتأرجح كأنها تنوي السقوط المتعمد بارتباك وخجل قاتل تلعثمت بالكلمات وهي تلقيها على أمها دون أن تقدر على النظر إليها:
– ملابسي ملطخة بالدماء يا أمي ولا أعرف السبب! قالت ذلك وهي تغطي وجهها البريء وكأنها أتت بخطيئة لا تغتفر!
بصوت راعد قصفتها الأم التي كانت نظراتها لا تتناسب مع رنة صوتها:
– إسمعي ما سأقوله لك جيداً وطبقيه بالحرف: لا تقتربي من الأولاد واللعب معهم بعد الآن، وعندما تمشين تمهلي الخطى، ووقتما تتحدثين فقط بصوت هامس بالكاد يسمع، لا تشاركين الرجال بآرائهم، لقد أصبحت امرأة بالغة العيب قانونها، والخجل وقارها، والطاعة دينها.. اذهبي الآن وأغتسلي، ومن هذه اللحظة ستكونين فاكهة محرمة!