ثلاثية بئر العبد

عماد قطري | شاعر مصري

ثلاثية بئر العبد
(1)
على باب خيمة أم معبد
من التغريبة السيناوية ” الجزء الثالث : مدن البعاد “
شعر : عماد علي قطري
.

-يا أم من أين الطريق إلى رفح ؟
*يمّن قليلا ثم يسّر ساعة
إن ضل خطوك فاصطبر
و استفت نخلك و التراب
-يا أم و البئر الوجع ..
من أين مفتتح الخلاص
و أين .. أين ؟
*النيل و الطمي الخصيب و خطوتين
– و الرمل يا أماه و التيه التليد ؟
* النيل أقرب من دبيب النبض
من حبل الوريد
– -يا أم ما كذب الفؤاد ولا انحنى
– فلم الخطيئة لا يراودها المتاب ؟
*الريح يا ولدي استوت فوق النخيل
وأعلنت يوم الحساب
-والشيخ؟ ما للشيخ و الريح المطاع؟
الشيخ يا أماه ما صدّ الرعاع
*وجع التشرد يا صغير و آهة
ملح المسافات الشريدة
و الخطى
صهد الدروب وما تخلّد في الرقاع
-يا أم ما للشاة أرهقها الهزال
و ذا الصبي ؟
*عجبا لسؤلك يا صغير
أما دريت …؟
مات النبي
-والتين والزيتون يا …
*التين أحرقه الغبي
-والحصرم الملقى هنا
ماذا جرى …؟
*صه .. (وش تبي)* ؟
للرمل آذان فقم …
-ذا مطلبي …
ها قد دخلنا … أعربي
*من أين جئت و أين تذهب يا ولد ؟
-من ألف تيه أو يزيد
أبغى الحقيقة لا مزيد
*الحق ما اختلف الرواة على الحقيقة
إنما كثرت علينا “العنعنة”
-العنعنة ؟
*عن راتب جد الحسن
سينا .. سما
و أنا الرسول و ربما ..
والوحي إسمنت العريش
-البئر يا أماه ثاو في اللّظى
والسهم إن شئنا الإصابة شارد
دوما يطيش
*لا رأي للصلصال في شكل التميمة غرّدت
أم غرغرت منها العيون
-والتين والزيتون يا أماه هل …؟
*عن …”تصمت هنيهة ” عن جمال عن علاء
عن …”تصمت هنيهة ” عن… (شويش) في العريش
عن … “تصمت هنيهة ” عن منير ولد شاش
…. سيناء بدو .. بعض هيش
-كذبوا وما كانوا سوى واش حقير و ابن واش
ها البحر …
ما بحر العريش سوى دمي
ودمي عريش ابن السبيل
والنخل قالت جدتي
كان الشهيد على الشهيد
سفر الجريد مخلّد
كان الحسين و ما ارتضى يوما يزيد
النخل في وادي العريش مخضّب
ودم الحسين مسافر نحو السماء
وما يريد
الماء يا أم الوليد
*الماء أنت و لا مزيد
-دمنا المراق ..
*قل يا يزيد إلى متى ؟
رد الحسين : الصقر سيفك
هل تريد ؟
والنيل نيلك
لن أزيد
….
بئر العبد : مركز من مراكز محافظة شمال سيناء تقع على طريق القنطرة العريش وتحدها بحيرة البردويل و تشتهر بالتين والزيتون والثروة السمكية
*وش تبي : أصلها ايش تبغي أو ما تبغي و ينطقها بعض أهلنا في سيناء وش تبي؟ للاستفهام عما يريد المحاور
العنعنة في علم الحديث روى فلان عن فلان عن فلان .. عن ..عن.. أما هنا فحدث لها انزياح دلالي متروك لفطنة المتلقي