حلاوة التقوى
شعر: د. وجيهة السطل
على قدْر التعبُّّدِ واليقين
تكون رجاحةُ العقلِ الرزينِ
***
وإنْ كانت عبادُ الله تسعى
إلى محرابهِ طوعَ اليمينِ
***
فإنّ حلاوةَ التقوى شراعٌ
من الإيمانِ رفرافٌٌ بِدِين
***
(ومن رضي الحياة بغير دين)
فقد خاضَ البحارَ بلا سفينِ
***
وأمواجٌ تصارعهُ ويبقى
يصدّ بأذرعِ الجهلِ الدفينِ
***
فَلستَ تراهُ إلا في جموحٍ
يشابِهُ فورةَ الثورِ الحرونِ
***
تحاولُ أن تروِّّضَه فيأبى
ويبقى هائجًا في كلِّ حينِ
***
يسائلُ نفسَه ليلًا نهارا
أحقًّا أنتَ في درَكٍ مُهينِ
***
وأنتَ وقد بعُدتَ عن العطايا
من الرحمنِ في الهدي المُبين
***
جعلتَ حياتَك الظمأى جفافَا
ودونَ الرِّيِّ أشواكٌ بِطينِ
***
وهذا ما رضيتَ به، سرابٌ
ستركضُ خلفه عبرَ السنينِ
***
إذا ما المرءُ أدركَ مبتغاه
من الدنيا وغاليها الثمينِ
***
فَكنزُ حياتِه يبقى رصيدًا
من الحسراتِ في رجعِ حزينِ
***
فلا دنيا رَوتْه من هواها
ولا مجدٌ تلا سهرَ الجفونِ
***
ولم يتركْ لأخراه نصيبًا
فأبدلَ كلّ غثٍّ بالسمينِ
***
ولو أضحى له التوحيدُ زادًا
وسارَ بشرعةِ الهادي الأمينِ
***
لَأغدَقَ في حنايا القلبِ فيضًا
من التقوى ونورًا في الجبين
***
وعادَ بِواحةِ الإيمانِ عبدًا
يسابقُ دمعُه نبضَ الوتين
***
وأمسى عاشقُ الأوطانِ نهرًا
من الأشواق في وصلٍ ضنين
***
يناديه لَكَمْ طالَ اشتياقي
وكم للقربِ مشتعلًا حنيني
***
لأنعمَ في رضى الرحمن حرًّا
طليقًا في ربوعِ الياسمينِ