شعر: عبير زكي | مصر
وَهَيـبـتــُهَا وَقــــارٌ كيفَ أنّي
أُضاحِكُها كَمَنْ في مِثلِ سِنّي
***
تُـعـاتِـبُـني و قَدْ ناديتُ أَدعو
صُحَيــبـاتـي أُشاطِـرُهُنَّ فَنّي
***
لِـنَـلـهــوا مِثلما نَلهو صِـغـــارًا
ونَـهْـــزِلُ بالمِــزاحِ و بالتَّجَنّي
***
ونُـحـدِثُ ضَـجَّـةً و نُقِيـمُ زارًا
على الصَّخَبِ المُشاغِبِ إذْ نُغَنّي
***
تُعاتِبُني و قَد خَلعَ الوَقــارُ(و)
على الوَجْهِ النَّبي رُؤَى التَّسَنّي
***
وقَدْ سـَمَّـيْـتُـهُـنَّ بِغَـالِـياتي
وتَـسـْـأَلُ أَيْـنَـهَا فِـيـمَا أَكَــنّـي
***
تُعَاتِبُني وما في الذَّنْبِ ذَنْبٌ
إذا غَلَّـبْـتُ في الإِجْـلالِ ظَنّي
***
وتَـعْــلَمُ أنَّهَا في كُـلِّ رُكْنٍ
وأَشْهَـدُ أنَّهَا في القَـلْبِ مِنّي
***
وهَلْ أُمٌّ كَزَيْنَبَ حِينَ تَحْنو
لِـزَيْـنَـبَ بِـالوَلاءِ تَـدِينُ مُـزْني
***
وزَينَبُ في الفَضـَاءِ الرَّحبِ شَدوٌ
و زينـبُ قُبْلَةُ الرَّحْمَنِ تُغني
***
إذا زَادتْـكَ شِـعـرًا فالسَّحَابُ(و)
عَلَى الحُـسنِ الرَّفيعِ المُطمَئِنِ
***
بـَيَــاضٌ نَـاعِــمٌ يَهفو كَحُلمٍ
على وَجهِ السَّمـاءِ كمَا لُجَيْنِ
***
فَيَا وَضَّاءَةَ الوِجْــدانِ هَمْسٌ
يُشِيعُ الدِّفْءَ في أرجاءِ كَوني
***
يُرَدِّدُ فِيكِ ذَاكَ الهَمْسَ سِحْرٌ:
«أنا الخَمريــَـةُ الصَّـهْـبَـاءُ لَوْني
***
وأُسكِرُ دُونَمَا خَمْرٍ كَــأَنّي
على شَفَتِي المُدَامُ تُذِيعُ حُسْنِي
***
وأُمْـسِكُ هَيبَتي نُورا وأُردي
كَـأَنّي مَارِدٌ في الإِنْـسِ جِـنّي
***
أنـا العَـربيَةُ العَـصْـمـاءُ مَالِي
نَـظِــيرٌ في الحَرَائِرِ مَنْ تَكُنّي
***
فَإِنْ تَـكُنِ المَدِيْـنَـةُ غَيرَتْـهُمْ
فـلا شَيءٌ تَــغـيَّرَ فِيَّ مِـني
***
على حَالِ الشّمُوخِ فَطَرْتُ نَفْسي
فَطِرْتُ أُعَانِقُ العَلْيَاءَ كَنّي
***
و هَلْ تُـسْتَـبْـدَلُ الـعَـلْـيَا بِنَيْلٍ
و مِثلي غَاية الحُلْمِ التَّمَنّي»
***
و مِثْلُكِ في المَحَبَّةِ لا يُــبـارَى
فَسُنّي اليّـومَ ما يُرْضِيكِ سُنّي
***
فـشمسٌ أنتِ و الغاداتُ بَعْضٌ
مِنَ النَّجْماتِ إِنْ غَازَلْنَ عَيني
***
وأَيمُ اللهِ لا أنْساكِ حَـاشَــا
أَءُبْدِلُ بِالرَّضا ما خِلْتُ يُضْني
***
فـلا عَـجَلٌ و لَا مَهَـلٌ و لَكِنْ
لأجْلِ الحِـلْمِ قَدْ عُرِفَ التَّأَنّي
***
رُوَيـْدَكِ –يا سَلامَ النَّفْسَ– إِنِّي
وِدَادَكِ لَمْ أَخُـنْـهُ و لَمْ يَـخنـي
***
وهَلْ إِلَّاكَ –مَا أَحْـيَـا– أُغَلي؟
ومَعـْذِرَتـي تَشي بالحُبِّ عَنّي
***
إذا وَاريتُكُمْ فُالــدُّرَّ نُخْبي
ويُرْبِـكُنَا الذي بالحـُبّ نَعْني