أدب

صدى الجراح

شعر: ناجي حسين | العراق

مِــن أَيــنَ أَبـتَــدِرُ الـعِــراقَ؟ أَبـثُّــهُ
شكوايَ! وَهْوَ إِلى شِغافِي الأقربُ؟

***
وَبِأَيِّ صَــــوتٍ لِلـنَـخـيـلِ مُـجـلجِـلًا
أَقفُـو لَدَيـهِ صَـدَى الجِـراحِ، وَأَنحَـبُ

***
أَنا يا عِـرَاقُ الدَّمـعُ – يَبكِـي نَفسَـهُ-
وَلَأَنـتَ لِـلـزَّهـرِ الـرَّحَـيـقُ الأَطَـيــبُ

***
يــا أَنتَ يــا وَطـــنَ العُروبةِ،حانِـيًـا
دَومًـا تَــرِقُّ وَقَـلـبِــيَ الـمُـتَـرِقِّــبُ

***
بَغدادُ؛ عَلَّمَتِ الوَرَى صِـدقَ الهَـوَى
وَأنا لِعَينَـيـهـا الـرّوَاقُ الأَرحَــــبُ

***
وَلَـقَـدْ ذَكَرتُ الـغـارَ فــوقَ جَبِيـنِـهـا
فَتعذَّبـتْ رُوحِي، فَـقِـيلَ: مُـعــذَّبُ

***
لَكِنَّـهُـمْ خـانَـوكَ يا وَطَـنِـي، وَمَـنْ
خَـانَ الـرُّبُــوعَ مُـدَنِّـسٌ وَمُــخَــرِّبُ

***
أَطـرَبـتُ أهـلَ الـرافـديـن بِـأحرفـي
ولِأهلهـا تسـعـى الـحروفُ وتَـطـرُبُ

***
غَصبُ العراقِ علـى الكـرامِ مُصيبَـةٌ
والــنــاسُ فـي نِـيـرانـهــا تـتـقَـلَــبُ

***
عيـنَـاكَ يــا بَـلديْ الحَـبـيـبَ قـضـيـةٌ
كُبـرى وقلبـي مُــذْ تَعِـبـتَ المُـتـعَـبُ

***
عـاشَـتْ بِــكَ الدُنـيـا فأزهـرَ حَظُـهـا
ونَـمـا بِـأرضِـكَ عُـــودُ عِـــزٍّ أهـيــبُ

***
ما الشِّعـرُ يُجمِلُـكَ الصِّـفـاتِ خَيـالُـهُ
فَــرُؤاكَ أعــرَقُ يـاعِـراقُ وَأًصـلَــبُ

***
عَلَّمتَـنـا نـهـجَ الصُّـمـودِ فَـلَــمْ تَـزَلْ
طَـــوْداً إِذَا جَـــاؤُوُا رُبَـــاكَ لِيَنْـهَـبُـوا

***
وَلَـقَـدْ نهَـضَـتَ مِــن الـرّكـامِ تُقُيلُـنِـي
مِــنْ عَـثـرَةٍ كَـذَبَـتْ وَأُخــرى تَـكــذِبُ

***
أنـتَ العـراقُ اليعـرُبِـيُّ، وَأَنــتَ لِـي
أُمٌ،وَأَهــلُــوكَ الـضَّـيـاغِــمُ لِـــي أَبُ

***
أحنَـتْ لِـيَ السَّـنـواتُ قَـامَـةَ فِكرَتِـي
وسَـعَتْ تُـهــدِّمُ فـــي البِنـا،وَتُـخـرِّبُ

***
حَـتَّـى دَمِـي المطـلولُ بِـيــعَ لِأَنَّـني
آمَــنــتُ أَنَّـكَ لِـلـبُـطـولـةِ مَـذهَـــبُ

***
مِـنْ أيـنَ أبحـرُ يـاعـراقُ؟ وحِيلـتـي
عَصَفَتْ بهـا الدُّنيـا! وَضَـلَّ المَركِـبُ

***
لَكِـنَّـنـي أَهـــوَاكَ يا وَطـنــي عَـلَى
مــا بَي،وَحُـبُّـكَ يـاعــراقُ الـمَـهـرَبُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى