آثرْتُ أدعية تزيد توهّجا
سميرة الزغدودي | تونس
لكَ يا مليك الكون أرفعها يدي |
قصد الصّلاة على النبيّ محمّدِ |
صوموا تصحّوا قالها عَلَم الهدى |
للقربِ منك وأنتَ نعمَ المقصدِ |
ربّاه أنعم بالقبول على الذي |
بالصّوم يرجو منك جنّات الغد |
قوموا لذكر الله هيّا واغسلوا |
الأرواح بالطّاعات دون تردّد |
لمّا استدار البدر في استقباله |
هيّأت حرفا ثوبه من عسجد |
والذّكر فيه سقى الحناجر ماؤه |
فهوت جباه العزّ ليلَ تهجُّدِ |
آثرْتُ أدعية تزيد توهّجا |
والقلب ضاء سراجه بتفرُّد |
مذ أقبل الشّهر الفضيل محمّلا |
بالخير من ربّ العباد الأوحد |
والفضل يكمن في مكارم قول كن |
جادت خزائنها بكلّ زبرجد |
كم ليلة أحيا السجود و فجرها |
يملي عليّ الصوم عند الموعد |
كلّلتها بمرحّل الأوزار لاح |
القلبُ يحظى بالنّعيم الأسعد |
وثلاث أعشار صلاتي نورها |
بالذكر يلهج خافقي بتودّد |
ما أُغلقتْ فيه المساجد بل أرى |
كلّ البيوت الآن وجه المسجد |
وإذا بربّ البيت قام إمامه |
ويراهُ أهلهُ مصلحا كالمرشد |
أيّامه تمضي سريعا شفّها |
القرآن يمحو وزرها بتعبّد |
في الروح ينثر قبل يوم رحيله |
عطرا تضوّع في فؤاد موحّد |
تالله لا يغنيك عن فقدانه |
دهرٌ يُصَامُ من الزّمان الأجود |
الشّهر مهما غاب يرجع مدّه |
كالجزر في الشطآن دون تقيّد |
مثل النّسيم قدومه و قيامه |
غذّى القلوب من الجنى المتورّد |
لا لن يغادرنا لأنّ بجوده |
نلنا الرّضا من واهبٍ لمخلّدٍ |