بعد الاحتضار
د. ناهد بدران | شاعرة سورية تقيم في لندن
خمّن…لا تحتار
بأطرافِ شوقي شقّ الصّبح نوره
ينحرُ أحلامي الصّغار ..
تتلقّفهُ الغصونُ ..تستيقظُ البلابل
و جفنها يعانق الأقمار ..
مداراتٌ تنتحرُ في مدى لهفتي
و ليلٌ يتركني مسرجة القناديل
على أعمدة الإنتطار …
أرسمُ طفلةً .. و باليد وردة
و على الخدّ قبلةٌ مطبوعةٌ بالنّار …
و صفعةٌ كم أوجعتْ روحا
و طعنةٌ نزيفها أوار …
أرسمُ بعودِ زيتونٍ أصفر
لغةَ الشّمسِ و أنفاسَ النّهار …
و أصنعُ مركباً من لحاءِ شغفي
لأهزمَ بصمتي موجَ البحار …
سمّيني..! تركتُ اسمي و عناويني
على ضفافِ الغربة …!
و أودعتُ الرّملَ تذكار …
و جئتُ أبحثُ عن وطني ..
… عن سكني
عن غيومِ السّخاء و الأمطار ..
فامطرني .. جفنكَ وحدهُ أكرمني
ببيادرَ من الأشعار ..
أحصدُ منها هوسَ الأبجدية
و أجمعُ من الحبّ قنطار …
تتغامزُ بين الشّريان و الوريد
و العشقُ كم يزيد .. و تضجّ به الدار
و أنت لا زلت هناك بين الفواصل
تخمّن .. و قد أوصيتك ألّا تحتار
ما حاجتي بعاشقٍ تصلبه النّقاط
يتنفّسُ الرّبيعَ بعد الإحتضارِ .