نوافذ

جمانة طه | شاعرة من سورية

1
يدٌّ غضة
اتكأت على حافتي
أغمضت عينيّ
وسرحتُ
مع حلمها البعيد
2
أفرك مقلتيّ
مذعورة
من شمس
سبقتني إلى الحياة
3
أعيش الألم
أطفال حفاة
يسابقون الريح
إلى سيارة
توقفت عند الإشارة
4
طائران
يحطان على الإفريز
يتناجيان
يتودد
تناوره
يزقّها لقمة
تزقّه قبلة
5
نهار خريف
يرمقني بحيادية
فلا شمس
تضيء
ولا غيمة تهطل
6
مأساتي
أني نافذة
في بيت
لا يفتح نوافذه
7
كأنْ لا عمل لي
غير
أن أكون نافذة
8
وحشة المساء
ذئب يعوي
والليل طويل
9
بقية من ماء السماء
تغفو
على وجهي
الشمس الباهتة
لم تقو
على ارتشافها
10
نهار
شمسه تعوي
وامرأة
تجر ذيل فقرها
وثلاثةأطفال
11
رأيتُه
يطوق خصرها
همساته
تناثرت على وجهها
جلنار.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السيدة جمانة طه
    رسمت شعراً صافياً بعيداً عن التنميق والتدقيق واعتمدت شعورها يكتب كما يشاء .ولذلك جاءت مقاطعها الشعرية تحملها البراءة ، وانطلقت بلا مطبات وعلى الرغم من أنّ هذه المقاطع مستقلة تقريباً إلا أن خيط العفوية جمعها في باقة واحدة لتقول أنا الشاعرة فحاول فكّ عُرايَ .
    لا يحتاجُ الذهن من عناء ليحفظ بتلاتها فهي تدخل بلا استئذان إلى جواء الروح .وأرى أن نصّاً واحداً مما ورد يحتاج لوقفة طويلة لمحاورته .يظنّ القارئ المتسرّع لهذه النصوص ببراءتها وحياديتها ،وفي الحقّ أنها ليست كذلك ففي بساطتها عمقُها، وفي رشاقتها سحرُها .
    مثلاً : (مأساتي /أني نافذة/ في بيت /لا يفتح نوافذه ) .
    هي توّاقة للانطلاق لرؤية الدنيا ولكن ما من يدٍ تأخذُ بيدها .والأبعد ربما هي /هو في بيئة مغلقة أو جاهلة .ولذا كانت المأساة .حتى لفظة (البيت) يمكن أن تُفهم بآفاقٍ أبعد .
    أما ما وردَ من انزياحات فقد واكبت عفوية المعاني بصورها الشتّى . أما الصور والرموز فكانت جزءاً لا يتجزّأ من نسيج محكم .
    باختصار نحن نقرأ قصص الأديبة السيدة جمانة طه فنعيش في جوٍّمن الدهشة المحيّرة ترى هي إلى السرد أم الشعر ؟
    ولذا فقد تذكرتُ حينها قولةً لبودلير لأحد أصدقائه 🙁 كنْ شاعراً حتى وأنت تكتب النثر )..
    نصوص أخّاذة ننتظر صدورها في كتاب .

    جودي العربيد —————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى