أدب

السير في المجهول

د. جميل كريم لفتة
قال العم (عبد الله السلمان) أعزّه الله: عجيب غريب أمور قضية!.. – قلت: ما الخبر ياعم؟ – قال : رأيتُ في منامي إن الروح تسير في شارع مجهول؛ حيث لا شجرَ تستظلُّ به ولا بشر يؤنس الوحشة.
صرختُ بصوت عالٍ (وينك يالگِلت شيّال همّي، ودمّك يا عزيز الروح دمّي .. اريدَنّك تجيني الليله يمّي وتبچي اعليّه بچي الجابته امّي) …
ولا مجيب إلا صدى الحروف مزّقتْ أحشائي.. والقلق أكل عقلي، ثم قرّرتُ أن لا أستسلم.. فلا بد أن أكمل المشوار مستذكراً قول جدتي (في الحركة.. بركة) فسرت حتى تورّمت قدماي وتفسّخت شفتاي وتفطر قلبي.. ولم يبق إلا لساني المتفحم يردد إلهي ﴿مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
واكبتُ المسير فرأيتُ أشياءً تتحرّك من بعيد، حينها شعرتُ بأن الوحشة بدأت تتكسر في داخلي. اقتربتُ شيئا فشيئا رأيتُ خنازير صغار تشرب من نعجة نحيفة لبناً رائباً! . قلت: عجيب غريب أمور قضية! قال: وفي الليلة التالية رأيتُ إنني بحضرة الإمام علي بن أبي طالب والناس تطوف حول القبر المقدس وبأيديهم المعاول والفؤوس وهم يرددون (ما كو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري)… آه .. إنهم يهدمون القبر..! وهم على هذه الحالة إذ سمعت صوتاً حزيناً يخرج من ثنايا القبر رفقاً برأسي إنه لم يندمل بعد !!! … – قلت : عجيب غريب أمور قضية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى