يبدأ الجدل

شهاب محمد | فلسطين المحتلة

( هل نواصل السير عكس التيار، ؟

هل نحجب الشمس بالغربال ..؟

هل نعيد عقارب الساعة للوراء..؟

هل نخرج من فوهات البنادق..؟

هل نطحن عظام الشهداء ..؟

هل نسرق فرح الأرض ..؟

كل ذلك يحدث في اللحظة

المريضة وأكثر، وهو نتائج غير

شرعيه لمقدمات أخرى لا تدل

عليها ولا تدل علينا. )

 

— ١ —

 

لأننا نحن الذين

نصنع الزمان وحدنا ،

وندفع التيار وحدنا ،

ونحفظ الشهيد وحدنا ،

نحن الذين لم نكن في ذاتنا ،

ولم نكن لذاتنا ،

فما الذي بدلنا ؟

وما الذي حولنا ؟

وما الذي جعل اسفلنا

عالينا ..

حياتنا مسكينة

أم نحن مساكين

حياتنا مجنونة ،

أم نحن مجانين

نأكل لحم بعضنا ،

نشرب نخب عارنا

يا عارنا ، يا عارنا..

 

— ٢ —

 

دقيقة .. دقيقتان ،

خمس دقائق ويبدأ الحوار ،

الكل في انتظار ،

الكل يشتكي من الحصار ،

الكل يشتكي من انتحار ،

في انتحار ،

في انتحار ..

خمس دقائق وينتهي الحوار ..

الكل في جدار ..

الكل في انهيار ..

والكل يشتكي من الدمار ..

 

— ٣ —

يا سيدي ماذا تقول ؟

يا سيدي هل قلت انه القلق ؟

هل قلت اننا نعيش في قلق ؟

هل قلت انها دوامة الغرق ؟

ونرجسية عمياء،

نكون، لا نكون

بل نكون ،

هل قلت إنه الغرق ،

وأنها أمراضنا ،

وليدة القلق ..

لا .. ياسيدي ارجوك

أرى بأننا ،

في هذه اللحظات نفترق ..

أرى بأننا في هذه الأوحال نختنق ..

 

— ٤ —

 

خمسون عاما قد مضت

ولم نزل ..

نناشد الصليب الأحمر الدولي ،

ونطبع القبل ،

على جبين عاهر ثري ..

خمسون عاما قد مضت ولم نزل ،

ندمر الحب ، ونطعن الوفاء والامل ،

نبدد العمر ونقتتل ،

ونرفع الأيدي إلى السما ونبتهل ،

ونطلب الرحمة والغفران ..

ونطلب العفو من السلطان ..

فلا تقل يا صاحبي القلق ..

قل إننا في هذه الأشياء نتفق ..

وإننا في هذه النيران نحترق ..

 

< هل عدت ثانية للنشيد ،

هل قرأت التاريخ وتحصنت بلغته ،

انك تبحث عن وطن ويبحثون

عن مشنقه ، وفي كل يوم يولد

مرض جديد >

 

— ٥ —

 

والذين في حياتهم أموات

يرون أنهم في موتنا أحياء

لكننا والحق أننا ،

نحن الذين لا نموت .

وإن دامت جراحنا ،

نحن الذين لا نموت ،

ولم نمت ،

لأننا نعيش باستشهادنا ،

وإننا باقون في دمائنا

وإن تحللت عظامنا ،

لأننا باقون باستشهادنا

وأنهم لواهمون ،

واهمون ،

واهمون ،

رصاصة ،

رصاصتان ،

خمس رصاصات ،

وينتهي البطل ،

ويسقط الشهيد ،

ويبدأ الجدل ،

من الذي قتل ؟

من الذي أورثنا الخجل ؟

من الذي كان يطارد النجوم

في سمائنا ..؟

من الذي كان يحاصر الهواء

في خيامنا ؟

من الذي كان يطارد الدماء

في عروقنا ؟

من الذي يقتل الأطفال ،

ييتم الصغار والكبار ،

ويحتفي بنصره على دمائنا ،

يعانق الموت ،

ويطبع القبل ،

من الذي قتل ؟

من الذي كان ولم يزل ؟

يمارس الدجل ..

خمس رصاصات ويسقط البطل ..

وينتهي الجدل ..

هو الذي كان على عجل ..

هو الذي في عقله وروحه ،

يستوطن الأمل ..

 

— ٦ —

 

وقال صاحب تيمور بأن له

عرسا ، وإن عيون الشام تفديه

وإنه لعزيز في شهادته

وإنه لوفي في تفانيه

وقال إن خيول الشام راقصة

وإنه المتنبي جاء يرثيه

ويل لعصر على اشاهده ارتسمت

جهالة فيه ، تطوينا ، وتطويه

ويل لعصر على اشلائه صعدت

عصابة فيه ترمينا وترميه

ما هذه الخيل خيلا.. هل بها اثر

لعزة أو شموخ انت تدريه

ما هذه الخيل خيلا انها صور

من المطايا لمهزوم وماضيه

الخيل خيل بني حمدان لو رقصت

لاستنهضت همما في عالم التيه

الخيل خيل بني حمدان لو رقصت

لاطربت شرقنا هذا وما فيه

خلو شهامتكم لو كان صاحبكم

يضيء شمعا لما اسودت لياليه

تبارك الصبح في أهداب غترتنا

وشعبنا الحر بالأرواح نفديه

تبارك الحب في استشهادنا زمنا

وسرمديا ولا تفنى معانيه

 

— ٧ —

 

يا أيها الأحباب ..

يا أيها الأخوة والأصحاب ..

رغم الذي عشناه من صور ،

رغم الذي عشناه من عبر ،

فإننا نقول ،

يوشك أن يجتاحنا الخطر ..

توشك أن تلتقي الشمس مع القمر ..

وأن يختلط الليل مع النهار ..

ويبدأ الدمار ..

 

— ٨ —

 

أتبصرون أيها الاباء ..

يا أيها الأبناء ..

أتبصرون حولنا الأعداء ..

أعداؤنا الأعداء ..

وأصدقاؤنا الأعداء ..

والأخوة الأعداء ..

و تعلمون الداء والدواء ..

لكننا نقول:

يوشك أن يغتالنا الخطر ..

توشك أن تنالنا يد القدر ..

يا سادتي ..

القلب في خطر ..

والعقل في خطر ..

والحب في خطر ..

والناس في خطر ..

لكننا ننتظر المطر ..

ننتظر المطر ..

***

” كتبت مرات عديده قصائد في شهداء الثوره الذين تم اغتيالهم ظلما وعدوانا وقبل أيام كانت ذكرى اغتيال زميلنا الأخ حنا مقبل وهذه القصيدة كتبت لتابين كل من قضوا بالغدر فداء لفلسطين وهي أحد أهم قصائد ديواني الشعري ” حلم الفتى العائد ..”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى