أدب

الانتحار في هزيع الوقت

ناجي حسين | شاعر من العراق
لم يَبقَ مِن كَأْسِي سِوَى
ذِكرَى مُبَلَّلَةٍ بِماءِ الحُزنِ
أَبكِي مِن ضَياعِ خُطَايَ
أَرشِفُ نَارَ أَيّامِي
وأَدعُو دَائِماً أَنْ يَحفَظَ اللهُ المدينةَ
والنَّخِيلَ الحُرَّ فِيهَا
والعُيونْ .
ما زِلتُ أُلهِبُ دِفءَ أَحلامِي
وأَبسُطُ رَاحَتَيَّ على اْنتِحَارِي .
قَد ضَاعَت الرِّيحُ الشَّفِيفَةُ
بَينَ وَجهِكِ فِي الحُقُولِ وبينَ نَارِي .
ومَضَي خَرِيفُ العُمرِ.. يَرسُفُ
فِي يَدَيْهِ دَمِي
ويَلعَقُ مَا تَبَقَّى مِن هَزِيعِ الوَقتِ
فِي وَهجِ النَّهَارِ .
عَيْناكِ أَنتِ وِسَادَتَا نُورٍ
تَخَبَّأَ فِي دِثَارِي .
ويَدَاكِ ثَالُوثِي المُقَدَّسِ
والنَّخِيلُ تِلاوَتِي وَسطَ البِحَارِ .
أَنْأَى فَيَخضَرُّ المَكَانْ .
وأَعُودُ للوَطنِ الغَرِيبِ فَيَنْتَشِي
وَجهِي المُهَانْ .
لا تَيْأَسِي..
فَأنَا وأَنتِ سَيَسْتَدِيرُ لَنَا الزَّمَانْ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى