أدب

متاهات

لجين فؤاد الغصن | سورية

أعودُ لصفحتي البيضاء أكتب
فتتلوث بما يُلزم أن يُكتب
أعود إلى عشِّي الحنون
الذي يحتملُ جوعي، وبردي، وصغاري
يعانقني لإحياءِ روحي
ويجوع للحديثِ معي
فمتى يسمَّى بيت الطَّائِر عُشًّا؟
**
أنا لا أخاف هُنا
ولكن أكتبُ عن النَّاسِ في الشَّوارعِ القتيلة
أكتبُ عن المُهاجرين في الحوانيتِ الخشبيَّة
ورحلتهم إلى السَّماءِ
على أنغاِم المُوسيقا الأبديَّة
هناكَ من يرحِّبُ بهم
ويعزفُ لهم
الحب والخير والعطاء
بلاثمن
حيث لايكون هناكَ المستقبل
على الأقل أي مرة أخرى سابقة
**
متى نؤمن ؟
بالوحدةِ والانعزال
(أساسُ الحُب)
فعندما نعتادُها
نستطيعُ أن نكونَ مع الآخرين
نكتبُ عن
السُّخرية في تمتماتِ اللَّيل
وعلى جثَّةٍ تبحثُ عن مأوى
في صناديقِ القُمامةِ هُنا وهُناك..
على محملِ الخوفِ من السَّاخرين
**
نكتبُ أسماءَنا
على زجاجِ السَّيارات
وعلى لائحاتٍ لا يقرؤُها اليتامى
أو نحفرها على جذعِ شجرةِ الصَّنوبر
تحمل ثُقل ديوننا بلا غرامة
**
طيِّبون ،مِقدامون، حُكماء،
نعيشُ بحرية
لا نولدُ أشرار
نتحمَّلُ الآلام ،والظُّلم، والحزن، والأخطاء، وسوء الفهم
لانحتاجُ من يصُّب الماءَ على رؤسِنا لِنستيقظ !
ولا لطريقةٍ لفتحِ القفلِ
والقفزِ إلى الخارج
**
كَبرنا ولن ننجو من الأشياءْ
نتعثَّر ..
في أذهانِنـا
مالا يمحي كلّ المجهوداتِ في التَّذكُّر
سنظلُّ نتكررُ للأبد
لأن كل شيء يتحوَّل إلى شيءٍ مـا..
ثمَّ يرجع بـلا هويَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى