مقال

متاح.. وجدير بالاحترام

لم نعد أوفياء لرائحة الحبر والورق

بقلم: رويدة جعفر


أصبحنا اليوم عالقين بلوحة مفاتيح وشاشة حيث نعيش عالما شديد التحول ومع تقنيات التواصل الاجتماعي التي ضاقت معها الأمكنة وتقلصت المسافات وصار للكثيرين أرواح وأصدقاء ربما عابرون.. هذا الفضاء الأزرق المبني على حافة الوهم أشبه بصندوق باندورا السحري القادم من زمن الأساطير الإغريقية الذي يحوي كل شرور العالم وخيره ومغرياته.
(باندورا) تعني باليونانية الهدية أو صاحبة العطايا و كما تروي الأسطورة هي المرأة الأولى على الأرض التي منحها الإله زيوس للإنسان ثم منحت كل شيء .. كالفضاء الأزرق الذي شرع الأبواب للعبور إلى اللاحدود واللامحدود واستطاع تحويل العالم من طبيعته المادية إلى عالم رقمي يدور في فلك الفضاء الالكتروني وصارت البشرية سابحة بزرقته حد الغرق
والسؤال ؟
هل أصبحنا أكثر سعادة وقوة وسيطرة أم عبيدا لهذه العطايا ؟
لانشهد عالما شديد التحول فحسب إنما ازدواجي للغاية أشخاصه (بعضهم ولا يجوز التعميم ) يتقمصون شخصيات قريبة للمثالية والكمال بعيدة عن حقيقتهم تشبه شخصية سي السيد التي عرفناها في روايات نجيب محفوظ وكان يمارس هذه الازدواجية داخل بيته ثم يخرج بوجه آخر إلى عالمه الخفي، قد نحتاج أحيانا أن نعيش لحظات سيريالية لنرتفع فوق سطح الواقع الكئيب الباهت ونختار اللجوء إلى واقع على مقاس أحلامنا، وقد نحتاج الوقوف في أماكن بعيدة ونصادف غرباء.. هناك مقولة تقول ” أن الناس لا تبوح بأسرارها للأصدقاء إنما للعابرين في القطارات والمقاهي “.
بكل الأحوال والأهم هو أن لا يعيش المرء حياته كالمعلق من ياقة معطفه رغم ملامسة قدميه للأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى