ما وراء الحقيقة.. قصة اجتماعية

موزة المعمرية | كاتبة عُمانية

ملخص القصة:

تدور أحداث القصة حول كاتب سينمائي (بشار), يعيش هذا الكاتب حياته البسيطة مع صديقة المضطرب نفسيا والذي يكون (فهد), تتطور الأحداث ليقتل فهد زوجته (نواره) التي كان يظن بأنها تخونه.

تتطور الأحداث لتنكشف الحقيقة فيما بعد فيظهر بأن الكاتب هو من كان يلعب دور الشيطان حيث كان يوسوس ليونس ويُظهر له زوجته بأنها مجرد امرأة خائنة إلى أن تجرأ يونس وقتلها.

تنكشف الأحداث فيما بعد ليظهر بأن يونس مجرد شخصية من شخصيات النص الذي كان يكتب.

شخصيات القصة:

بشار: كاتب سينمائي ناجح, في الثلاثون من عمره, طويل القامة, جسيم, حنطي لون البشرة, شارب بسيط, يرتدي النظارة الطبية, أسود لون الشعر المموج, أسود لون العينين, لديه اضطرابات نفسية كثيرة.

فهد: شاب متوسط الطول, أبيض لون البشرة, شارب بسيط, بني لون العينين, بذات عمر بشار, شعر أسود اللون مسترسل له بعض الغرة من الأمام, مضطرب نفسيا ومصاب بالشك والريبة.

نواره: زوجة فهد الهادئة الطباع, تملك وجه ملائكي الملامح, بيضاء لون البشرة, واسعة العينين السوداويين, صغيرة الشفاه الوردية اللون, متوسطة الطول, نحيفة, سوداء لون الشعر المسترسل المتوسط الطول.

في تلك الغرفة البسيطة والتي لا تحوي سوى مكتب صغير يحيط به كرسي حيث يجلس عليه الكاتب بشار مباشرا كتابته لنصه الجديد بانهماك تام وفجأة؛ يضيع هذا الانهماك التام بالنص فور سماعه لرنين جرس الباب

بشار بانزعاج : آه يا إلهي!

يحاول العودة بأصابعه على لوحة التحكم فيمنعه انزعاجه من رنين الجرس, يقف بانزعاجه ليتحرك بسرعة لباب فيفتحه وإذ به فهد يدخل بسرعة وكله توتر, يعدل النظارة الطبية التي على وجهه وهو يقول :

فهد : إنها تخونني وأنا متأكد من ذلك كل التأكيد

ينظره بشار بتمعن ثم ينظر لغرفة مكتبه ونظره منصب على ذاك الكمبيوتر المحمول الموجود على الطاولة ثم ينظر لصديقة فيقترب منه وينزع النظارة الطبية من على عينيه وهو يقول له

بشار : لا, لا النظارة الطبية لا تناسبك صدقني

يجلس بشار على الكنبة ثم يرمي بالنظارة الطبية على الطاولة بينما يبقى فهد يمشي ذهابا إيابا أمامه

بشار : وما الذي يجعلك متأكدا من ذلك كل التأكيد؟

فهد : الرائحة, رائحة العطر, أنا لا أضع تلك الرائحة مطلقا وشممتها على ملابسها, إذا .. إذا هناك من قام بلصقها بملابسها اللعينة!

بشار يرفع رأسه للسقف وهو يسنده على الكنبة للخلف ثم يقول وبكل هدوء

بشار : أجل, علّها تخونك ولا تبالي

فهد يجثوا أمام بشار الذي يعيد النظر لفهد

فهد : ماذا عليّ أن أفعل؟

بشار : راقبها حاليا, ثم ننظر ماذا تفعل فيما بعد, هيا اذهب وابدأ المراقبة

فهد يقف : أجل, أجل عليّ أن أراقبها جيدا

يستدير فهد بخطواته إلى أن يخرج من الشقة, يبتسم بشار ثم يقف ليمشي بخطواته تجاه المكتب حيث يجلس على ذاك المقعد ويباشر الكتابة من جديد.

تمر عقارب الساعة وتمر الساعات معها إلى أن ينهك بشار التعب ثم يغلق الجهاز ويقف ليخرج من غرفة المكتب ويوصد الباب جيدا فهو معتاد على إيصاد الأبواب جيدا, يتجه بعدها لغرفة النوم ويفتح بابها ثم يوصده جيدا ويتأكد من ذلك عبر تحريك القفل مرتين ثم يتجه لسريره ليستلقي عليه وهو ينظر السقف بابتسامة ثم يقول :

بشار : أيقظيني عند ساعتها عزيزتي

يغط في النوم بأريحية تامة.

في اليوم الذي يليه وبينما كان بشار يستحم تحت تلك المياه المنهمرة عليه من صنبور الماء الدافئ؛ أخذ هو بالنظر للصنبور بتمعن ثم أتته فكرة ما, علّها فكرة شيطانية كان مصمم على تنفيذها, خرج من حمامه وأخذ جهازه النقال واتصل على صديقة بدر وأخذ معه موعدا في إحدى المطاعم.

وهناك وعلى ذاك المقعد كان يجلس بشار وهو يتلفت يمينا يسارا ينظر الحضور ثم التفت لفنجان قهوته وأخذ بتحريكه بالملعقة فهو لا يحب شرب القهوة أو الشاي أو أي مشروب ساخن إلا بعد أن يصبح دافئا يميل إلى البرودة قليلا.

ومرت الساعات وعاد بشار إلى شقته وكله مبتل من قطرات المطر التي كانت تنهمر عليه طوال طريق العودة للشقة, أوصد باب الشقة جيدا ثم بدأ بالضحك بسعادة تامة وبعدها نظر لغرفة مكتبة فهرع هناك وجلس على المقعد وأخذ بالكتابة على الفور ففي عقله هناك باتت تتراقص عدة أفكار وهو يخشى من أن تضيع منه أفكاره في زخم العقل الإبداعي.

أخذ يكتب ويكتب ويكتب والساعات تمر ثم توقف فجأة وأخذ ينظر لنفسه وملابسه المبتلة ثم نظر لأرضية الشقة ولذاك الوحل الذي خلفته قبلات الحذاء لتلك الأرضية, نهض من فوره بشار ونزع الحذاء ونزع ملابسه كلها, هو لا يبالي بالبرد الذي يطوق المكان فكل تفكيره الآن منصب على تنظيف القذارة وحسب.

رمى بالملابس في الغسالة ونظف الحذاء جيدا ثم أخذ بتنظيف أرضية الشقة جيدا جدا فهو يكره الأوساخ ويحب النظافة بشكل هستيري, بعدها نظر لنفسه في المرآة الحائطية الطويلة المعلقة على الجدار ثم هرع بسرعة للحمام حتى يستحم ويصبح “بشار النظيف”.

مر يوم ثم يومين وبشار مصاب بحمى شديدة من فعل الطقس البارد وهو الآن طريح الفراش وفجأة؛ سمع بشار صوت رنين جرس الباب وكان رنينا متواصلا مزعجا فلم يكن من بشار سوى أن نزل من على سريره الدافئ وهو ملتحف باللحاف فاقترب من باب الشقة وفتحه وإذ به بدر يدخل وكله ارتباك يقول :

بدر : قتلتها! قتلتها!

وبين نظرات بشار المريضة لبدر فقد وعيه وسقط على الأرض.

هناك في المستشفى وفي تلك الغرفة بالتحديد كان يستلقي بشار بمرضه, فتح عينيه لينظر بنظراته المبهمة للسقف ثم يمينا يسارا وبعدها عادت نظراته للسقف ليتذكر بدر عندما أخبره بأنه قد قتل زوجته, غط مرة أخرى في نومه العميق.

مرت الأيام وها هو بشار يعود لشقته مرة أخرى, بعد أن أوصد الباب أخذ ينظر لشقته وكأن نظراته تائهة تبحث عن شيء بل ربما هو فكرة التائه الآن, وفجأة؛ سمع صوتها العذب يقول له

صوت أنثوي ناعم : غرفة المكتب, هناك يكمن الجواب

قصد بسرعة غرفة المكتب وفتح كمبيوتره المحمول وأخذ يقرأ لا يكتب, وهناك كانت المفاجأة تكمن.

أسند رأسه على حاجز المقعد للخلف وهو ينظر السقف ثم أغمض عينيه وبدأ بالتذكر

(ذكرى)

هناك في المطعم عندما كان يحرك فنجان قهوته المر أتى بدر ودار بينهما حديث وكان أهمه

بشار : عليك أن تقتلها

بدر : فكرت بذلك قبلك, ولكن كيف؟ دونما أن أقع أنا في دائرة الشك والريبة ثم السجن!

بشار : أنا سأمنحك الطريقة المُثلى

ذهب بدر لمنزله وكله إصرار على تنفيذ خطة بشار الشيطانية بالقتل, كانت هناك مستلقية في حوض الاستحمام المغمور بالماء وكان هو يقترب شيئا فشيئا من باب الحمام, فتحه ودخل واقترب من جهاز تنشيف الشعر وأخذه من على المغسلة واقترب به من زوجته المغمضة العينين حيث وضعه في الماء وقام بتشغيله لتصعقها الكهرباء وتموت, بعدها قصد بدر شقة صديقة ليخبره بأنه قتلها.

فتح بشار عينيه وهو ينظر للسقف وقد تذكر كل شيء, عدّل جلسته واستقام على المقعد وفتح الكمبيوتر المحمول وبدأ بالقراءة ليكتشف ما لم يحسب له حسبانا, تذكر حينها بشار عندما دخل عليه بدر الشقة وكان يرتدي نظارة طبية فنزعها عنه بشار وأخبره بأنها لا تليق به وقبلها نظر لكمبيوتره المحمول.

بدأ بشار بالضحك باستخفاف تام فلم يكن بدر سوى فكرة وشخصية من ضمن الشخصيات التي يكتبها بشار في نصه الجديد.

نهض بشار من جلسته بعد أن أغلق الكمبيوتر وقصد غرفة نومه وإذ بهِ يرى فتاة تقف في شرفة غرفته, استدارت له بابتسامتها وكانت ترتدي الرداء الأحمر الذي كان يرسم كل تفاصيل جسدها, ابتسم هو لها بدوره وأغلق باب الغرفة وتأكد من إغلاقه بإحكام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى