إِشْكَالِيَّةُ الإِعْلامِ السِّيَاسِيِّ: وَذَا هَجِيرُ الإفْلاسِ ذَا جَهِيرُ الاِهْتِلاسِ! (2)

د. آصال أبسال | كوبنهاغن (الدنمارك)

مثلما قلتُ قبلا في القسم الأول من هذا المقال، إن ما يأتي به ذلك الكاتبُ الإعلامي «الجزراوي» الرهيبُ، فيصل القاسم، من تقاريرَ تكريريةٍ وتدويرية، بين حينٍ وآخرَ، لا يعدو بالطبعِ أن يكون سردا توفيقيا تلفيقيًّا، أو حتى حَكْيًا ترقيعيا، لتلك الحكاية الشعبية السبية التي ما انفكَّ يعرِّفها تعريفا حسبما يقتضيه المزاج الصحافي مذَّاك بحكاية «الفلاح والإقطاعي والعنزتين والديك والقرد»، تلك الحكايةِ التي تقبل بكل «سرور وابتهاج» إعلاميَّيْنِ «جزراويَّيْنِ» أيًّا من تداعيات الجزر حتى قبلَ المدِّ من حيث العدة والعدد والعدِّ (وما انفكَّت كذلك هذه الصحيفة المأجورة المُسَمَّاةُ اِسمًا لا مُسَمًّى بـ«القدس العربي»، بدورها هي الأخرى، تنشر هكذا تقاريرَ تكريريةً وتدويرية دونما ملل أو كلل ما دام هذا النشر المستمرُّ يروق لأسيادها المموِّلين كلَّ الرَّوْقِ الخليجيِّ من قطر وما أدراك ما قطر).. وبكلِّ حميَّةٍ استكشافية «علميةٍ» في الخَيْلِ والخَيَلانِ، وبأسلوبٍ سطحيٍّ ومُسَطَّحٍ لا يتعدَّى بالمستوى التعبيري والمعجمي في أحسن تمثيلِهِ حتى أسلوبَ العاديِّين من طلاب المرحلة الثانوية (أو حتى أسلوبَ العاديِّين جدا من طلاب المرحلة الإعدادية، في عهده المعهود)، يستنتجُ الكاتبُ الإعلامي «الجزراوي» الرهيبُ ذاك، بلا تردُّدٍ ولا تلكُّؤ ولا توانٍ، عينَ الاستنتاج التحليلي الأرهبِ، لا بلِ الأشدُّ رَهَبًا ورَهَبُوتًا بالاشتقاقِ حتى، بأن ما فعله ذاك الإقطاعيُّ المتأبِّهُ والماكرُ مكرًا بكلِّ عَسْفٍ وبكلِّ اعْتِسَافٍ مع ذلك الفلاح المستضعَفِ والمستجدي لا يختلفُ البتَّةَ عمَّا كان، وما زال، يفعله أزلامُ أنظمةِ الاستبدادِ والطغيانِ في عالمنا العربي الكئيب من قَمْعٍ وإقمَاعٍ مع كافة الشعوب التي حدثَ لها أن تجرَّأت وثارت على هكذا أنظمةٍ في كلٍّ من سوريا وليبيا واليمن والعراق ومصر وتونس والجزائر والسودان، وهلمَّ جرًّا.. كلُّ هذا الفعلِ التأبُّهيِّ والمَكْرِيِّ مكرًا وأشدَّ منهُ حتى قد جاء، من قعرِ المبيتِ، مرتَّبا ترتيبا مقصودا ومرصودا من لدن هؤلاء الأزلامِ، أزلامِ أنظمةِ الاستبدادِ والطغيانِ ذواتهم، لا لشيءٍ، لا لشيءٍ ممَّا يجيئون بهِ من كلِّ أشكالِ القسرِ والقهرِ والتعصيبِ والتنكيلِ والتوصيبِ والتقتيلِ، إلا لكي تحنَّ هذه الشعوبُ البئيسةُ والتعيسةُ كلَّ الحنينِ وكلَّ الحُنَانِ إلى ما خلا من أيام ذينك الاستبداد والطغيان من جديدٍ – تحنَّ والبسماتُ، والبسماتُ البشوشاتُ البهيَّاتُ مرسوماتٌ على سائرِ تلك الوجوهِ الصِّفَاحِ بارزةً، رغمَ كلِّ ذلك، من سَمْتٍ ومن سُمُوتِ الاِنقلابِ العتيدِ (يُنظر، مثلا، ذلك التقريرُ الإعلامي ذو العنوانِ الاستفهامي ذاته: «هل عادت الشعوب العربية إلى حظيرة الطاعة؟»، من إصدار «القدس العربي» يوم 17 أيلول (سبتمبر) 2021)..

على هذا المنوالِ إذن، ومن جرَّاءِ الإخضاعِ الدوريِّ للحكايةِ الشعبيةِ السبيةِ المعنيةِ إلى كلٍّ من سيرورتَيِ الجزرِ السرديِّ والمدِّ الحَكْيِيِّ في «عدد الشخصيات» تحديدا، حسبما يقتضيهِ المزاجُ الصحافي التوفيقيُّ أو التلفيقيُّ أو حتى الترقيعيُّ في آنِهِ المؤاتي (فتارةً تتجلَّى هذه الشخصياتُ بالتجلِّي الرُّبَاعِيِّ بـ«فلاح وإقطاعي وعنزتين»، وطورا بالتجلِّي الخُمَاسِيِّ بـ«فلاح وإقطاعي وعنزتين وديكٍ»، وطورا آخرَ بالتجلِّي السُدَاسِيِّ بـ«فلاح وإقطاعي وعنزتين وديكٍ وقردٍ»، وطورا آخرَ آخرَ حتى بالتجلِّي الثُّمَانِيِّ بـ«فلاح وإقطاعي وعنزتين وديكين وقردين»، وهكذا دواليك)، فمن جرَّاءِ كلِّ هذا الإخضاعِ الدوريِّ لا يكتفي الكاتبُ الإعلامي «الجزراوي» الرهيبُ بهذا الاستغبانِ الممنهَجِ ولا بهذا الاستغباءِ المبرمَجٍ لعقولِ القرَّاءِ المغلوبين على أمرهم وعقولِ القارئاتِ المغلوباتِ على أمرهنَّ، بل يذهبُ أبعدَ فأبعدَ في تماديهِ النَّهُوكِ في التوكيد والتشديد على ميداءِ «مصداقية» هذين التدوير والتكرير المشذَّبَيْن والمهذَّبَيْن لكيما يؤكِّدَ أو يشدِّدَ أكثر فأكثر في هجير المحتوى والمعنى إفلاسَه التأثيليَّ إخباريًّا وفي جهير المجتوى والمبنى اهتلاسَه التمثيليَّ إنشائيًّا كذاك: وَذَا هَجِيرُ الإفلاسِ بعينِهِ، وذَا جَهِيرُ الاِهْتِلاسِ (أو الهُلاسِ) بعينِ عينِهِ – إفلاسٍ تضمينيٍّ في مدلولاتِ ما قد حصل ويحصل في هذا العالم العربي الموجوع والمخدوع، من طرفٍ أول، واهتلاسٍ (أو هُلاسٍ) تصريحيٍّ في دوالِّ ما قد ينجح أو يفشل من تطبيق معنيِّ الحكاية الشعبية السبية تيك على أرض الواقع في ترويض الشعوب التي انتفضت بغيةَ العَوْدِ بها إلى زريبِ الخضوع والخنوع، من طرفٍ آخَرَ.. فماذا، إذن، يمكن للمتلقِّي أو للمتلقِّية المسكينَيْن أن يتوقَّعَا من كاتب إعلامي «جزراوي» رهيبٍ بالصدفةِ والاِتفاقِ وليس في جعبته المعرفية و/أو العرفانية منهجٌ تفسيريٌّ علميٌّ يتيمٌ لكي يفسر به حركة التاريخ السياسي والاجتماعي في عالمنا العربي اللطيمِ تفسيرا علميًّا خلا حكاية «الفلاح والإقطاعي، وبقية الحيوانات» تلك بالذوات؟؟.. ماذا يمكن لهذين المسكينَيْن، بكلامٍ آخَرَ، أن يتوقَّعَا من هكذا كاتبٍ إعلامي «جزراوي» رهيبٍ لا يستطيع أن يفهمَ تسيارَ هكذا حركةٍ تاريخيةٍ (سياسيةٍ واجتماعيةٍ) فهمًا نجيعا إلا من خلال هكذا سردٍ تدويريٍّ وتدويريٍّ مماثلٍ بالمرارِ والتكرارِ لهكذا حكايةٍ شعبيةٍ سبيةٍ، حكايةِ «الفلاح والإقطاعي، وبقية الحيوانات» تلك بذات الذوات؟؟.. وفوق ذلك كله، والأنكى من ذلك، ليس لهذا الكاتبِ الإعلاميِّ «الجزراوي» الرهيبِ سوى أن ينزلَ ساردا وجاردا ما يطفو على سطح الإنباءِ المُسَيَّرِ (عن طريق أجهزةِ الخفاءِ المُحَيَّرِ) من أنباءٍ لم تعُدْ خافيةً حتى على المبتدئين في قضايا الثوران والانتفاض والهبوب بالأشتاتِ والشتاتِ من لدن الشعوب الرَّغُوبِ في الحُرِّيَّاتِ والحياةِ حينما يشتدُّ الحدُّ من توحُّشِ أنظمةِ الاستبداد والطغيان اشتدادا لم يسبقْ لهُ مثيل، وبعين ذاك الأسلوبِ السطحيِّ والمُسَطَّحِ بالمستوى الثانوي أو حتى الإعدادي المُشارِ إليه آنفا، في أدنى تمثيل (يُنظر، أيضا، فحوى تلك الحلقة الإعلامية «الجزراوية» ذات العنوانِ الاستفهامي على الغرارِ عينِهِ: «هل باتت الشعوب العربية تحن إلى عهود الطواغيت؟»، من إرسال برنامج «الاتجاه المعاكس» يوم 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021)..

وعلى هذا المنوالِ ذاتِهِ، أيضا، ينزل الكاتبُ الإعلاميُّ «الجزراوي» الرهيبُ ساردا وجاردا ما يطفو على سطح الإنباءِ المُسَيَّرِ ذاك من أنباءٍ تخصُّ المَشَاهِدَ الكارثية، إذْ تأزَّمت أيَّمَا تأزُّمٍ في هذا الزمانِ المكفهرِّ بسببٍ من اشتداد ذلك الحدِّ من توحُّشِ أنظمةِ الاستبداد والطغيان بالعينِ (ومن ثمَّ، بسببٍ كذاك مُلازمٍ من اكتلابِ قوى الثوران المضادِّ على كلٍّ من الأصعدةِ المحلية والإقليمية والعالمية بالعينِ عينِها) – تخصُّها، أولاً، في سوريا التي ضحَّت حتى هذا الحينِ تقريبًا بالعُشْرِ من سكانها ما بين مقتولٍ ومخفيٍّ (قسرا أو لاقسرا) في الداخل وبالنصفِ منهم كذلك ما بين مشرَّدٍ ولاجئٍ (كرها أو لاكرها) في الخارج – وتخصُّها، ثانيًا، في العراقِ الذي صار في الأخير مع تتابع ذينك الخرابِ والدمارِ ومع اطِّرادِ ذينك التدهورِ والانهيارِ من بين «أوسخ» و«أقذر» البلدان في العالم بأسره – وتخصُّها، ثالثًا، في لبنانَ الذي وقفَ الأنامُ منهُ على شفا هاويةٍ إذَّاك بين الهلاك والموت جوعا وغمًّا على أرض «الوطن» وبين الفرار والهروب التماسا لحياةٍ وعيشٍ أقلَّ جوعا وغمًّا على أرضِ «لاوطنٍ» أخرى – وتخصُّها، رابعًا، في مصرَ التي انقلبَ النظامُ العسكري فيها على نظامٍ مدنيٍّ انقلابا ديكتاتوريًّا وأوتوقراطيًّا بامتيازٍ لافتٍ بحيث بات الأناسُ يحنُّون بشدَّةٍ إلى سالفٍ كان يتَّسم بشيءٍ من الاعتدال والتحرُّر الاجتماعيَّيْن – وتخصُّها، خامسًا، في السودانِ الذي تمَّ فيه إحلالُ نظامٍ عسكريٍّ مستجدٍّ (مُسَانَدٍ محليًّا وإقليميًّا) محلَّ نظامٍ عسكريٍّ مستقدمٍ بُعيد السَّعْيِ الحثيثِ إلى وَأْدِ الثوران الشعبي وهو في طور المخاضِ والحالُ الاقتصادية نازلةٌ نحوَ الحضيضِ بالدركاتِ سِرَاعًا تِبَاعًا – وتخصُّها، سادسًا، في الجزائرِ التي تمَّ فيها كذلك استبدالُ نظامٍ بيروقراطيٍّ مستحدَثٍ (مبارَكٍ دوليًّا وعالميًّا) مكانَ نظامٍ بيروقراطيٍّ مستعتَقٍ بغيةَ الاِلتفافِ الخبيثِ حولَ بقيَّةِ قانون مدنيٍّ «يصونُ» شيئا من الحقِّ في التظاهر الشعبيِّ مستمرًّا أكثرَ من غيرهِ لكن دونما تغييرٍ أمامَ ازديادِ أقطابِ البيروقراطِ وأشباههم – وتخصُّها، سابعًا، في اليمنِ «السعيدِ» الذي لم يكنْ إلا حزينا بكلِّ معنى اللفظِ حتى قبل أن يشرعَ في الاِنتفاض الشعبيِّ في وجهِ النظام «الصالحي» الهمجيِّ السفَّاحيِّ وما تلاهُ من أنظمةٍ ومن أشباهِ أنظمةٍ أكثرَ همجيةً وأشدَّ سفَّاحيةً قادمةٍ من كلِّ الأطرافِ القريبةِ والغريبةِ – وتخصُّها، ثامنًا، في المغرب الذي أفلحَ نظامُهُ الجائرُ في تثبيطِ موجاتِ «الربيع العربي» من سبيلِ تخويفِ الشعبِ المغربي «الثائرِ» باطنيا بما آلَ إليهِ الشعبُ السوري أو اليمني، مثلا لا حصرًا، من مآلٍ جحيمي بسببٍ من ثورانِهِ ذاك، ومن سبيلِ توظيفِ الصفِّ الإسلامي ذاتِهِ كعاملٍ مثبِّطٍ أكثرَ فأكثرَ تمهيدا مقصودًا ومتعمَّدًا للتطبيعِ «الأبراهامي» مع فَلِّ الكيانِ الصهيوني الإجرامي فوق ذلك – وتخصُّها، تاسعًا وأخيرًا لا آخرًا، في تونس التي جرى فيها إجهاضُ الثورةِ من لدن عددٍ من الأطرافِ السياسيةِ أوَّلُهَا النظامُ التونسيُّ الراهنُ نفسُهُ، هذا النظامُ الذي ساهمَ إلى حدٍّ كبيرٍ في عودةِ الدولةِ الشُّرَطِيَّةِ والمخابراتيةِ لا لشيءٍ سوى للتنكيلِ التعسُّفي الممنهج بالشعبِ التونسي المحتجِّ لكيما يحلَّ فيهِ المحلُّ الكارثيُّ ذاتُهُ «أسوةً» بما حلَّ في نظرائِهِ من الشعوبِ العربيةِ الآنفةِ الذِّكْرِ ها هنا!!..

مرَّةً أخرى، كلُّ هكذا سردٍ بالتِّبَاعِ وكلُّ هكذا جردٍ بالإتْبَاعِ (بعدَمَا أُجْرِيَ تقويمُهُمَا اللسانيُّ والنفسانيُّ، ها هنا، بطبيعةِ الحالِ)، وحالُ الكاتبِ الإعلاميِّ «الجزراوي» الرهيبِ مستمرَّةٌ كلَّ الاستمرارِ في التباكي الإنبائي والإخباري «الجَمُوحِ»، أو هكذا يتبدَّى في المستوى الظاهريِّ وحسبُ، هذا التباكي الذي إنْ دلَّ على شيءٍ، في حميَّةِ هذِهِ الحالِ في حدِّ ذاتِهَا، فإنه لا يدلُّ إلا على دليلٍ أوحدَ واحدٍ، على أدنى تقديرٍ، من دلائلِ مَا يُسمَّى تعريفًا «مقاربيًّا» في علم النفس بـ«الارتقاب التكبيحي» Inhibitory Anticipation، وذلك بمثابةِ دليلٍ نُكُوصِيٍّ إِكْصَاصِيٍّ على ابتغاءِ الحطِّ من قَدْرِ تيك الثوراتِ الشعبيةِ حطًّا واعيًا أو لاواعيًا، أو حتى بمثابةِ دليلٍ انهزاميٍّ انفلاليٍّ على التماسِ التثبيطِ (الكليِّ أو الجزئيِّ)، تثبيطِ العزائمِ في النفوسِ الأبيَّةِ والشَّمَّاءِ الأَنُوفِ تثبيطًا مَنْوِيًّا أو لامَنْوِيًّا، وما إلى ذلك من معنيِّ أو حتى من معنيَّاتِ هكذا دلائلَ انسحابيةٍ «تكبيحيَّةٍ» فعليةٍ. حتى مسألةُ التمهيدِ المقصودِ والمتعمَّدِ للتطبيعِ «الأبراهامي» مع أزلام الكيانِ الصهيوني الإجرامي ذاك لا يقتصر بالإيرادِ العابرِ، هكذا بكلِّ بساطةٍ، على ذاتِ النظامِ المغربي الجائرِ دونَ سواهُ، بل يمتدُّ حتى هذا الحينِ، وفوقَ ذلك كلِّهِ، إلى «سبعةٍ» مُسَبَّعَةٍ بالعدِّ من أنظمةٍ «عربية» استبداديةٍ حتى أشدَّ جَوْرًا وأشدَّ بَغْيًا وامْتِدَاخًا لَيْسَتْ كلُّهَا بالقطعِ الدامغِ من مَهَامِّ الكاتبِ الإعلاميِّ «الجزراوي» الرهيبِ أن يكشفَ النقابَ عن حقائقِهَا كشفًا على الملأ الأدنى، من عينِ النظامِ المغربي ذاتِهِ إلى النظيرِ السوداني إلى قبلهما النظيرينِ الإماراتي والبحريني إلى قبلهما النظيرينِ المصري والأردني وحتى النظير «الفلسطيني» بالذات.. ومَا توقيعُ ذلك الاتفاقِ الهزلي الأخيرِ بين النظامِ اللبناني والكيانِ الصهيوني الإجرامي ذاك على ترسيمِ الحدودِ البحريةِ بين البلدين (وقدِ اخترقتْهُ زوارقُ هذا الأخيرِ مؤخَّرًا)، ما ذلك التوقيعُ الذليلُ المُذِلُّ إلا تمهيدٌ مقصودٌ ومتعمَّدٌ آخَرُ للانجرارِ «الثامنِ» بالعَدِّ ذاتِهِ إلى مذبحِ التطبيعِ «الأبراهامي» ذاك، تمامًا مثلمَا تُجَرُّ البعرانُ صَاغرةً من رقابِهَا إلى مذابحِ تتبيعِ «الضحيَّةِ»!!..

[ولهذا الكلام، فيما بعدُ، بقية]

تعريف بالكاتبة 

ولدتُ في مدينة باجة بتونس من أب تونسي وأم دنماركية.. وحصلتُ على الليسانس والماجستير في علوم وآداب اللغة الفرنسية من جامعة قرطاج بتونس.. وحصلتُ بعدها على الدكتوراه في الدراسات الإعلامية من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك.. وتتمحور أطروحة الدكتوراه التي قدمتُها حول موضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة الغربية» بشكل عام.. ومنذ ذلك الحين وأنا مهتمة أيضا بموضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة العربية» بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى