سلام على الفيحاء

الشيخ السفير الشاعر هلال السيابي | سلطنة عُمان

سلام كما هبت عليك الخمائل

سمائل ، أو غنت لديك المناهل

///

ولاحت عليك الشهب عقدا مفضضا

وماجت عليك الريح وهي مخائل

///

سلام كفواح الأريج سرت به

برود الصبا، واستقبلته الرسائل

///

فمن عنبر تهفو العذارى لمثله

إذا هب، أو تسمو إليه العقائل

///

ومن سوسن غض، ومن نرجس ندٍ

تتيه به في الغانيات الحمائل!

     <<>>  

سمائل،  والذكرى يترجمها الهوى

فتعبث بالأمشاج والقلب ذاهل

///

لئن باعدتني عن ثراك نوازعي

فما باعدتني عن هواك النوازل

///

أبيت خليّ الجنب إلا من الهوى

بجنبيك، أو تغفو بعيني المنازل

///

علقتك والأيام بيض كرائم

وحبل التصابي طولته الطوائل

///

تهب شمال الضفتين وتنثني

ومن عبق العليا عليها شمائل

///

سمائل إن لم يأذن الدهر باللقا

ففي القلب من حبيك شغل وشاغل

///

ولم لا وقد عقت عليك تمائمي

وصافحني منك الضحى والأصائل

///

وإنك مهد الروح منذ يفاعتي

وهل بعد مهد الروح شيء يماثل

 ///

ومطلع أيامي ومهد شبيبتي

وموطن قومي والقنا والمناصل

///

 إذا  شئتها فالبيض والسمر شُرٌع

وإن شئتها فالصافنات صواهل

///

وإن شئت فالآداب منهلة الحيا

وإن شئت فالعرفان كالسيل هاطل

///

إذا ما السواقي بالخرير تكلمت

فكل كلام بعد ذلك باطل

///

وإن باحت النخل المنيفة بالهوى

فأي كلام  بعد ذاك يطاول!

///

بنفسي هاتيك الجنان كأنما

لها من فراديس الخلود مناخل

///

تسيل بها سحب الجمال فأربع

مطرزة فوق الربا ومنازل

///

وتهفو إليها الروح هيمانة الهوى

وتعشقها الحور الحسان العقائل

///

من اللائي لم يأوين إلا  إلى ذرى

من الخلد، أو تأوي لهن الفضائل

       <<>>

سلام على الفيحاء لو باعد النوى

ولو عذلتني في هواها العواذل

///

كأن على فيحا سمائل  مسحة

من الله أوحاها السنا المتطاول

///

كأن تراب المجد في جنباتها

عوالي المواضي قد جلتها الصياقل

///

كأن سطور النخل وهي شوامخ

صفوف جنود الله حين تنازل

///

كأن خرير الضفتين بروضها

صهيل المذاكي هيجتها البواسل

///

كأن عبير الروض هبت به الصبا

عبير العذارى أفرزتها الحمائل

///

كأن على الوادي المبارك حلة

مطيبة قد ضمختها الغلائل

///

كأن نوادي العلم في عرصاتها

مقاصر من روض الجنان طوائل

///

كأن ضفاف الوادي حلة عبقر

وقد طرزتها المرزمات الهواطل

///

كأن رجال الله فيها ملائك

بأوجههم منها الضيا متواصل

///

كأن نواديها وأنجم أفقها

سماء بها نار البدور الكوامل

///

كأن على تلك المجالس منهم

أياد، تولاها جلال ونائل

///

كأن الجبال المشمخرة أدرع

 تقي عزها إن صاولتها الجحافل!

///

كأن رداء الأرض في حلباتها

بساط له من قوة الله شاغل

///

مطهرة أحسابها وخلالها

وأبناؤها والمنتمى والفعائل

///

فقل أن تفاخر من تشاء من الورى

ومن شئت من عال: نمتني سمائل!

      <<>>

سلام على الفيحاء، مهما تباعدت

وباعدها مني جبين وكاهل

///

فما باعدتني عن هواها حوادث

ولو أنها تلك الجسام الجلائل

///

حملت هواها في فؤادي كأنما

هي الخمر أهدتها إلى الروح بابل

///

أسبح بعد الله باسم جلالها

وأدعو إليها ما تعد الأنامل

///

بلاد بها عانقت كل كريمة

وعانقني منها الهدى والفواضل

///

وساجلت أهل الأرض طرا بعزها

فأبت ولما يبق لي من أساجل

///

سوى الحرمين الأشرفين كلاهما

سمت بهما فوق الديار الدلائل

///

سلام على الفيحاء قبلة خاطري

ومنية قلبي، أين مني سمائل

        <<>>

على ساكني الفيحاء مني تحية

يمور بها أفق وتهفو الزواجل

///

تحية نائي الدار لو قارب المدى

فإني بحب القوم صالٍ وصائل

///

تناءت دياري عن ثراها، وللهوى

صليل، وألوان الشباب أصائل

///

وعدت ولكن أشقرى فضل حلبة

وغصني من فعل الميادين ناحل

///

وبي من تباريح الهوى برد مدنف

وقد رحلت بالأطيبين الرواحل

///

وغادرني والعود ريان أخضر

نضير، فكيف الآن والعود ذابل

///

سلاما بني الفيحا وألف تحية

عليكم كماهبت بعرف خمائل

///

إذا جلٌ تحناني إليكم فإنني

بكم ساكني الفيحاء رام ونابل

///

فهيا نؤدي الهَدْيَ عن وطن الهدى

فليس لبحر المجد يا قوم ساحل

///

هلم إلى العلم الشريف تجارة

إلى الله، حيث الله بالمجد كافل

///

هلم إلى خيرالطرائق مثلما

تسامى بها الغر الكرام الأفاضل

///

هلم إلى  الأمجاد نرفع شأوها

كما فعلت منا العظام الأوائل

///

ودونكموها حرة عربية

كما سجعت بالضفتين البلابل

///

٥ولله في الفيحاء سر مخلد

يمور به منه مديد وكامل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى