قال العراق

علي الخفاجي | العراق

سأعود لو كان الفراق يشدني
بين الظلامِ أنا ألمُ شتاتي
سأعود حتى و الطريق معاثرٌ
سأقوم أنفض تربة العثراتِ
وأحاسب الأذقان فوق عروشها
فأنا العراقُ اليعربيُّ الآتي
خسِأَ اللئيمُ المدعي بعروبةٍ
يأبىٰ اللصيق الجود و الزكواتِ
إن العروبةَ لم تكن ككتابةٍ
هيَ بالدماءِ تعيشُ داخل ذاتي
سأقول قول الحق في أسماعهم
إني خلود الأرض و الثوَراتِ
إني قديم الحرف في زمنٍ مضىٰ
قد خط في الألواحِ و العتباتِ
سأقول في وجهِ الذي قد خالني
إني ُقتلت و حان نعيُ وفاتي
لا ترقصوا أو تضربوا بطبولكم
إن الطبول بقرعها هجماتي
كذباً ظننت فإنني في ثورةٍ
أني نهضت على أديمِ مماتي
لا تحسب الأبطال أن يتراجعوا
أو يهزموا من أوَّلِ الجوَلاَتِ
لكن رجوعي للوراءِ لوثبةٍ
أنقضُ موتاً في علوجِ غزاةِ
وأَهدُّ حصناً كان لي من مانعٍ
حجراً على رأسٍ يرومٌ عداتي
و أمرُّغ الشأفات فوق ترابها
تلك اللتي كانت رؤوس ُعصاتِ
وأطهر الأوهاد من أحقادهم
إني بيومٍ كالقيامةِ آتِ
إني عراق الله يوم تمهدت
أرضي لأدم نازلاً عرصاتِ
إني جنان الله بين ترابهِ
رقدوا ولاةُ العزمِ خيرَ ولاةِ
أنا منذ فجر الأرض ألبس لامتي
متسلحاً بالذكر و الصلواتِ
لا تعجبوا إن الكليم بضربةٍ
شج البحار إلى ممرِّ ُمشاةِ
إني عصاهُ على قيام معاجزٍ
بلعت أفاعي الدهر و النعراتِ
إني رياحٌ صرصرٌ في ُتركهم
أبناءُ عثمانٍ بشطِ فراتِ
والفرسُ من فجرٍ مرَغنا أنفهم
في شمس ذي قارٍ علت َحملاتِ
ليسوا بعيداً أصفرٌ عن سيفنا
في ثورة العشرين و الألفاتِ
أخذت بتلباب الطغاة تجرهم
من فوق عرشٍ ذات ظلمٍ عاتي
سأعود يوماً مكملاً ما قد خلا
من سالف الأزمانِ درب قناتي
أُتلىٰ َقصيداً بين ذكرِ فضائلي
أُلقىٰ على الأكوانِ و الطرقاتِ
شعراً وملحمة سمت ُكتبت علىٰ
أَشعارُ دارِ الضاد و الكلماتِ
والرمحُ والهندُ الحداد َتجهزوا
والخيل يعلوها رجالُ حماةِ
والأرض أرضي إنني سيف علىٰ
أعناق من يرمون حول فلاتي
لا تقربوا هذا العرين و لو خلا
من أسدهِ ُترمَوْنَ كل َحصاةِ
هذا عراق الله عاشَ منائراً
و بيارقٌ تعلوهُ و الحرماتِ
والحرُ حرٌ سيدٌ في نفسهِ
والعبدُ عبدٌ يرتجي الصدقاتِ
و الحق يعلو صوته من ُحرهِ
في خير أجنادٍ و خير هداةِ
و ُيكبرُ التأريخ بين سطورهِ
في قرعِ جندِ الله و الضرباتِ
أنا كوكبٌ وحدي ودرتم حولهُ
حجٌ بأرضٍ بين معتقداتِ
لا خيرَ في حجٍ يكون صنيعهُ
غدراً بأرضِ الضادِ و العتباتِ
لا خير في ودٍ خفت أثيابهُ
أسيافُ غدرٍ ُتكمنُ الغدراتِ
ألله أكبر من عظيمِ غرامهِ
لو َسلطَ الفرمان كسر َعصاةِ
هيبٌ تسامىٰ في تراثِ نضالهِ
والتاج يعلو الرأس و الهيباتِ
لن يرتضي بأقل من تجريدهم
ثوب الثعالب َيكشف العوَرَاتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى