حوار رائق بين شاعرين : أحمد الوائلي وأبو نبراس البوصافي

المكان: مجلس الخليلي للشعر الفصيح

قال أبو الليث أحمد الوائلي:

قد كنت أزعم أن الحب أحجية

جوابها الوصل في أشهى الاجاباتِ

لكنني عن بلوغ الحلِّ في بلهٍ

عجزت عنه على رغم اجتهاداتي

فقمت أسأل هل في الناس من أحد

يعير وصلا لأحضى بالنجاحاتِ

***

فأجابَه أبو نبراس البوصافي:

قد كان في خلدي أجزاء أغنية

تزفها الطير في أحلى العباراتِ

تراك في عجب والحسن سورتها

إذا نظرت إليها حزت بالذاتِ

وآية الحسن في دعج يغلفها

فيا لحسن عيون في الجميلاتِ

أرائك الثغر من شام إلى يمن

تظل تنشدها كل الخطاباتِ

وذلك الأنف كالسيف الذي سعدتْ

بحسن صورته كل العراكاتِ

الوصل والفصل ترياقان في جسدي

تراود القلب في أبهى مساءاتي

***

 

فقال أبو الليث الوائلي:

أشعلتَ في القلب نارا كنت أطفئها

وزدتها حطبا رغم المعاناة

وقمتَ تشحذ سيف الحسن تشهره

وإنني أعزلٌ عند الجميلات

ماذا سأجني وروض الحب أبصرها

وحال بيني وبين الروض آهاتي

***

فأجابَهُ أبو نبراس البوصافي:

 

أبِقْ إلى الورد كي تشتم ريحته

فأنت في الأرض قاموس الأميراتِ

وحط رحلك في قلب لدى جسد

واِعْزفِ النبض في إيقاع ناياتِ

واترك لنا الآه لا تركن لبغيته

فليس مثلك من يحيى بآهاتِ

بريد عينك للأرواح مسغبةٌ

لكي ترد إلى حورٍ بجنَّاتِ

***

فقال أبو الليث الوائلي:

شوك الورود يناغي وقع آهاتي

كيف الوصول لترياق الأميرات

فقال أبو نبراس البوصافي:

يا أحمد الخيرِ ما أحلى وفادتكم

غنت بها الشمس أياما عديداتِ

كل ابن أنثى وإن طالت مآربه

ولم يشم نسيم الروح والذاتِ

فليس يجمعه في الأين مستترٌ

وليس يعجبه أحلى النهاياتِ

***

فأجابَه أبو الليث الوائلي:

أعلنت أعلنت يا صاح انهزامتي

فلست أقوى على أبنا قريات

وليس عنديَ إلا الصمت أبهرني

دفاق شعرك يا نسل المروءات

فقال أبو نبراس البوصافي:

فرائد الوصف من شرق إلى غُرُبٍ

على فرات قصيدٍ من قصيداتِ

أنت التواضع موضوع على قمرٍ

وينزل الآن من أعلى السماوات

فيا لحسن حظوظي إذ أجاريكم

بمجلس الشعر يا حظي ومرضاتِ

***

ثم أردف أيضا قائلا:

وكيف يغلبكم تلميذُ أرصفةٍ

وأنتم العلم في قصر المروءات

 

وأنتم الشعر أفلاج براحتكم

وعندك الأمر في نهيٍ وإثباتِ

يزينني الآن أني أرتقي شرَفًا

على مديحكَ حقًّا منذ لحْظاتِ

أسائل الناس هل يدرون عن جسدي

وروحي الان في تلك الفضاءاتِ

أهيم مبتسما في كل زواية

أما وجدت سُهيْلاً في ابْتِساماتِ

فأرْجهِ المدح إني لم أزلْ ولَدًا

يحيك قافيةً في كل أبياتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى