شآم المجد

عبدالقادر عبداللطيف-شاعر سوري

من أين أبدأ والخطابُ خطابُ
ولكلّ قلبٍ نابضٍ أحبابُ

أهدت إلينا الطّائرات حميمها
نبحت بأرض الأنبياء كلابُ

من أين جاؤوا ؟ ما تكون ديارُهم ؟
من همْ ؟ وكيف تخلّت الأعرابُ ؟

ثرنا على الباغي لنيل كرامةٍ
ضجّت بمضجع نومها الأذنابُ

وقف القريب على الحياد وفوقها
أعطت إلينا ظهرها الأصحابُ

حتّى أتى بالفرس تقتلنا كما
للرّوس أجّر أرضنا النّهابُ

لا ريب إنّا واثقون برّبنا
فهو العزيز القادر الغلّابُ

يوماً سيشفي بالشّآم صدورنا
لتفوز بعد فتورها الأنجابُ

ويعود للفيحاء سالف عهدها
ويطيب فيها الوصف والإعجابُ

أهدي على مرّ الزّمان تحيةً
يسمو بها التّصريف والإعرابُ

للثّائرين على البغاة أعيدها
شعراً تليق بأهله الألقابُ

فلجنّة الدّنيا دأبتُ أعيذها
باللّه ممّا يصنع الكذّابُ

هذي شآم المجد كيف سينتهي
عنها الحديث وتغلق الأبوابُ

ما شاخ أهل العشق بعد فراقها
لو لم يكونوا في التّهجر شابوا

حار الحليم بأمرها وجلالها
رغم التّهدّم تُختشى وتُهابُ

سقطت أمام مصابها صحف الدّنا
كم ذا يموت لأجلها طلّابُ

قامت لتكتبَ في الشّآم وإذ بها
تحبو على أعتابها الكتّابُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى