أدب
ويعودُ إلى الألوانِ
شعر: خالد أبو العلا – مصر
يبقى في قاعِ الروحِ مَحارًا
مُحتفظـًا بطراوتِهِ
اجتازتْهُ فراغاتٌ
مما أبقاها لليل كَسِـرٍّ
في تابوت الكلمةْ
لاينفذُ من فتحاتِ الشوقِ
إلى ساحاتِ النشوةِ
ينسجُ أفلاكَ النورِ
ببعضِ ثُقوبٍ سوداء
خلـَّفها إطلاقُ رصاصٍ عشوائيٍّ
من فوق مِنصـَّةِ عينيكِ
الفائرتين ..
الفارغتين من الرضوانِ
وقد استبقتْهُ طيورُ البوحِ
على شُرفات الريحِ
ورَاحَ يُوزِّعُ خَوفَهُ في الفلواتِ
يدورُ على عقبيهِ
يدورُ .. يدورُ
بلا حُلمٍ
يجترُّ شتاتَهُ في يأسٍ
حتى يتوفَّاهُ اللهُ على ألمٍ وَرِعٍ
ويعودُ إلى الألوانِ شفيفـًا
مُكتفيـًا بعذاباتٍ طازجةٍ
يختالُ على خَلْقِ اللهِ جميعًا
يرتدُّ بحمدِ اللهِ
إلى أملٍ مهجورٍ في ذاكرتِهْ
يتولَّاهُ إلى حَشْرٍ هَشٍّ
في زُمْرةِ مَنْ أَخلَصَهم لهْ
فانصرفوا عن روحِهْ
في زَهوٍ رائقْ.