أدب

شجار

شعر: فايز صادق

الحزن يجتاح النهار
كالبحر مقطوع البداية
والنهاية والقرار
حميَ الوطيس على المدار
لم يكن هينا أو ليِّنا
هذا الشجار
كنت متشحا جموحي
وجروحي
مثل بستانٍ تخضب أرجوان
كان نزف الجرح أسرع
من خطى الليل الوئيدة والدخان
والهمُّ يمسك
في تلابيب القصيدة
والمسافة والدنان
وأطل مكسورا
على صبحٍ يرتب
للظلام حدوده
النور يستعصي
على وجه الوطن
ما زلت أذكر
أن في عينيكِ
شمسٌ لا تغيب
ومظلة الآشواق
بارقةٌ على شط المغيب
أيقونة النبض الحبيب
ها قد خرجت الآن منهزما
من الشوط الإضافي الأخير
مستمرئا ظلم الحكم
ومكثت أرقب ما تبقى
من زمن
وخبا البريق
وفقدت أوراقي وأمتعتي
وخارطة الطريق
لأظل باقي العمر
منزوع الهوية
يا منصفا
ضيم المسافات البعيدة
والامانيِّ الشريدة والشجن
يمِّن لنا درب الوطن
بالاكتفاء وبالنماء
وسكب ماءٍ باردٍ
يحيى النداوة
في شرايين الصبابة
والمودة والسكن
وطلاوة حوراء
في الوجه الحسن
كي ينجلي
هذا الوهن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى