أدب
أنا معك
شعر: إيمان الكاشف
لا، لستَ وحدَكَ، إنَّما روحي معَك
أحسِبتَ أنِّي لن أَراكَ وأَسمَعَك؟!
***
أنا لا أُصِدِّقُ ما تَقولُ لأنَّني
أُصغِي لقلبي وهو يُبصِرُ أدمُعَك
***
قلبي يَقولُ بأنَّ جُرحَكَ غائرٌ
والحزنَ ليسَ يَكُفُّ عن أن يَتبَعَك
***
فلْتَخدَعِ الأغيارَ ولْتَصدُقْ معي
إنِّي أناكَ وصابَني ما أَوجَعَك
***
في عالَمِ الذَّرِّ التَقَينا مرَّةً
ونسِيتُها واللهُ فيَّ استَودَعَك
***
حتَّى ذكَرتُكَ حينَ شاءَ لقاءَنا
وأَرادَ في ليلِ الأسى أن يُطلِعَك
***
سبحانَ مَن خلَقَ الجراحَ توائمًا!
سبحانَ مَن لجَمالِ حزني أَبدَعَك!
***
لا تَبكِ يا طفلي الحزينَ وضُمَّني
فلسوفَ يُضحِكُنا غدًا ما روَّعَك
***
ولسوفَ نَسخَرُ مِن سرابِ مخاوفٍ
ونَقولُ إنَّ الوهمَ ما قد أَفزَعَك
***
أتَظُنُّ أنَّكَ صدفةً قابَلتَني
وبأنَّ لمعَ الحُبِّ لاحَ ليَخدَعَك
***
وتَظُنُّ أنِّي في فلاكَ غزالةٌ
ستَفِرُّ رعبًا حينَ تُبصِرُ أضبُعَك؟
***
أنا أنتَ؛ كيفَ النَّفسُ تَهجُرُ نفسَها
يا نبضَ قلبي كيفَ لي أن أَنزِعَك؟!
***
اخرُجْ مِن السِّجنِ الذي شيَّدتَهُ
بالوهمِ وافتَحْ للمُتَيَّمِ أذرُعَك
***
ماذا أَقولُ لجَلمَدٍ مُتَجَلِّدٍ
ونزيفُ ألفِ قصيدةٍ ما أَقنَعَك؟!
***
أَسقيكَ شهدًا لا تُمَيِّزُ طعمَهُ
وتَراكَ مسمومًا ستَلقَى مَصرَعَك
***
يا أيُّها المجروحُ لا تَكُ قاسيًا
ها قلبُكَ الخفَّاقُ يَسكُنُ أضلُعَك
***
لستَ الطَّبيبَ لكي تُقَرِّرَ بترَهُ
دَعْ عنكَ يا جرَّاحَ نفسِكَ مِبضَعَك
***
ولْتُعطِني ولْتُعطِ نفسَكَ فرصةً
أفمَن هداكَ إلى المَحَبَّةِ ضيَّعَك؟!
***
واللهِ ما ضعنا وقد أُهدِيتَ لي
واللهُ لي بَعدَ التَّفَرُّقِ أَرجَعَك
***
قد باعَدَتنا في الحياةِ دروبُنا
فأَرادَتِ الأقدارُ أنْ بي تَجمَعَك
***
واللهُ أَرسَلَني إليكَ لكي تَرَى
إمَّا ضلَلتَ فما قلاكَ وودَّعَك
***
لو كنتَ تَعرِفُ كم أُحِبُّكَ يا أنا
ودرَيتَ قدرَكَ في الفؤادِ ومَوقِعَك
***
ورأَيتَ روحي في المنامِ وقد جثَت
تَبكِي على قدميكَ، تَحضُنُ مَضجَعَك
***
وسمِعتَ شِعري لا بأذْنِكَ، إنَّما
أَلقيتَ روحَكَ للقصيدِ ومَسمَعَك
***
لعدَوتَ لي وجَناحُ قلبِكَ طائرٌ
وترَكتَ كلَّ العالَمينَ ومَوضِعَك
***
وثوَت لآلئُ في يديَّ سكَبتَها
فلثَمتُ في شوقٍ يديكَ ومَدمَعَك
***
أَلقَيتَ لي قولًا أَتوقُ سماعَهُ
والشِّعرُ كم خدَعَ اللِّسانَ وأَسمَعَك!
***
أنا في انتظارِكَ لو يَطولُ ولو يَشاءُ
اللهُ في جنَّاتِهِ بي مَجمَعَك
***
الموتُ خيرٌ مِن مُصابِ فِراقِنا
وإذا قضَيتَ فإنَّني أَقضِي معَك