أدب

المجزرة الأمريكية في حمص

شعر: هلال السيابي

سلام على ذاك الدم الطاهر الغالي
هريق على ركن من المجد مختال

***

قضى كشعاع الشمس، لم يخل موضع
من الشام منه من سُمُوٍ وإجلال

***

تأبٌط من “غسان” شامخ مجدها
ومن “عبد شمس” باذخ الموكب العالي

***

ولم تعرف الأيام مثل روائه
ولا كسناه قط في عصرها الخالي

***

تشرٌَبَ ماء المجد في عنفوانه
وسال كأشعاع من الشمس سيال

***

وعَلٌَ من القرآن والذكر والهدى
من الصحب في شم الفتوحات والآل

***

هريق بأيدي البغي من كلٌّ عابثٍ
لواشنطنٍ، والبغي أسوأ أحمال

***

تعالت على الدٌُنيا بمالٍ و قوةٍ
وسوء خلالٍ في غدوٌٍ وآصال

***

لها كل يوم في العوالم غارة
تضج لها الدنيا من القيل والقال

***

فتُلبِسُ أهلَ الظلم بُردَ جلالها
وترمي ربوع الأرض منها بزلزال

***

سلوا عن بلاد الرٌافدينِ صنيعَها
فانهما منها بأسوأ أحوال

***

ومن قبل في اليابان قد ضل رشدها
لتغلو بخلق الغاب في خلقها الغالي

***

وراحت الى الشرق البعيد فعالها
تترجم عن نيرون أسوأ أفعال!

***

فما عرفت حقا لغير بغالها
ولم تعترف للارض يوما بذي بال

***

فما الحق إلا ما تراه، وإن يكن
من الظلم أغلالا تنوء بأغلال

***

وباتت ترى في الدين والخلق رِدٌةً
وتعبثُ -ما شاءت- بكوكبنا الحالي

***

وأضحت تنادي بالكبائر والخنا
فيا سوء أخلاق لديها وأجيال!

***

رويدكِ قد آنَ الحصاد مضاعفاً
ألا فابشري -يا سوأة الدهر- بالتٌالي

***

سلاماً ربوعَ الشٌَام إن غالك الردى
باظفار وحش، أو بانياب أغوال

***

ومسٌَكِ من واشنطنٍ زهوُ ظلمها
وجاءك منها كل أظلمَ قتٌَال

***

فكم حفلَ القَرنانِ منها بسوئها
وكم أُرهقَ القرنانِ منها بجهٌال

***

وكم ضجٌَ هذا العصرُ من جبروتِها
وذلك إيذان عليها بزلزال!

***

ستعظم أرضُ الشام رغم أنوفها
ويصغر منها كل أهوج مختال!

***

فما همٌُ اهليها سوى العنف والغوى
وهم أسود الشام في الأفق العالي!

***

سينصفك التاريخ يا شام فافرحي
بيوم أغرٌٍ كالعروس بأحجال

***

ولا تسأمي فالصبر من سلٌَم العلى
ولا تجزعي فالمجد رهنُُ بأهوال

***

سلام على تلك الدماء جليلة
وباكرها اللطف الكريم بإجلال

***

سلام عليها من دماء زكية
مطهرة سالت على الوطن الغالي

***

سلام عليها من رفاتٍ كريمةٍ
ومن أنفسٍ طهرٍ ومن شُمٌّ أوصال

***

تناثرنَ من فعل الجناة ، وعهدها
ملاقاةُ أهل الغدر منها بأشبال

***

فيا طالما قد علٌَم الحربُ أهلُها
جميع الاعادي من أثيمٍ وقتٌال

***

ويا طالما أرخت على الدٌَهر سترَها
ويا طالما قد نازلت كل نزال!

***

سلاما بني سورية كالشذى اذا
يهبٌُ أريجا ، أو يضوع بسلسال

***

هو الخطب يبلو منكم خير فتية
لسورةِ مجدٍ ، أو لتجديدِ آمال

***

فكونوا كما شاء الجلال ضَياغِماُ
تذود عن الأوطان بالرٌُوح والمال

***

٣وكونوا يداً فوق الجراح قويةً
مسدٌَدةَ المرمى موفٌَقةَ الحال

***

فسورية لا ترتضي منكم سوى
تآزرِكم في الخطبِ والموقفِ الصٌَالي

***

سَعت سَعيَها والمجد أعظم شَاهدٍ
الى سُدٌةّ من مفرقِ الشٌَمسِ مِحلال

***

تراقبٌ عينَ الشمس سعيا لوردِها
وترقب بدرٌّ التٌَمٌّ في سيرها الحالي

***

فكونوا لها الحصنَ الحصينَ من الاذى
ولا تُرهفوا أسماعكم نحوَ ضلاٌَل

***

فإن غوايات الاعادي مهولة
فهلا حسَمنا أمرَنا حَسمَ رئبال

***

حذارِ بني قومي ففي الأمر منحنى
خطير على الأجيال و الزمن التالي

***

لَكَم مزٌَقوا أوطاننا مِزًقا، فما لنا

نتمادى في هوى الشانئِ القالي

***

تقسٌَمتِ السودان تحتَ رماحِهم
وريعت ذُرى بغداد منهم بأهوال

***

وعمٌَا قريبٍ ان خضعنا لأمرِهم
سَينكبُ دينُ الله منهم بإضلال

***

ابشارُ يا ابنَ المجدِ والعزٌِ والعلى
رعتك المعالي سِر إلى خيرِ آمال

***

وأحي لأرضِ الشام سابقَ مجدِها
باسيافِ فرسانٍ وأبناءِ أبطال

***

وقل: يا أجل الأرض هيٌا تزلزلي
عن العظماء من بني عصرك الخالي

***

لينشقٌَ بطن الأرضِ عن كلٌّ فارسٍ
وتهوي نجومُ الافقِ في شكلِ أشبال

***

ورعياً لفرسانٍ بغزة كُمٌَلٍ
فقد ضربوا في السٌَاح أروعَ أمثال

***

تصدٌَوا لنيرانِ العدو بمثلها
وقالوا لهذا الكون: نحن بنو الآل

***

عليكم سلام الله ياجندَ يعربٍ
فذا نصر أجيال وتاريخ إكمال

٧ أكتوبر ٢٠٢٣ م

في الطريق من الشارقة إلى مسقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى